ما هـــــــو القلق ..؟
" هو خبرة انفعالية غير سارة ، يشعر فيها الفرد بخوف أو تهديد ، لكنه لا يستطيع تحديد مصدر هذا الخوف " .
وقد يظن البعض ان الخوف كمفهوم يرادف القلق غير انهما استجابات انفعالية مؤلمة والحقيقة ان الشخص الذي يخاف من شئ ما يستطيع ان يحدد ماهية هذا الشيء ، ويعين هويته ، والأمر خلاف ذلك في حالة القلق إذ أن الشخص الذي يصاب بالقلق العصابي لا يستطيع ان يحدد المثير او المثيرات التي يرجع لها القلق .
ويختلف فقهاء الصحة حول مفهوم فهناك من أنصار المدرسة السلوكية والاختلاف بينهما اختلاف حميد ومقبول إذ أن لكل منهما فلسفته التي انطلق من خلالها ، ولا بأس من استعراض بعض هذه المدارس .
أنواع القلق
القلق الموضوعي :
وهو عبارة عن " خبرة انفعالية مؤلمة يستطيع الفرد تحديد مصدر الخطر الذي يهدده ومن ثم يستطيع أن يتعامل معه إما بالمواجهة أو التجنب ، ومثيرات هذا القلق مكتسبة من البيئة بجميع مؤسساتها وغالبا ما يتم هذا الاكتساب في السنوات المبكرة من حياة الإنسان حيث يعجز الطفل عن تحمل المثيرات الانفعالية القوية فالطفل ، فالطفل يكتسب الخوف من الظلام ، والخوف من بعض الحشرات او الطيور او الحيوانات والخبرات التي تشتد فيها الإثارة والتي تسبب القلق عادة ما تسمى بالصدمات وعلى أي حال فأي مثير شديد من شانه أن يهدد الفرد ويسلب إرادته ويحدث له ما يسمى بالقلق الموضوعي .
القلق العصابي :
ينشأ عندما ينجح الهو في كسر وتجاوز دفاعات الأنا واشباع
متطلباتها الغريزية ونزعاتها الشهوانية الجنسية – ولقد حاولت الأنا ان تسلح نفسها بالآليات الدفاعية ( التبرير – الإسقاط – النكوص ) الا ان هذه الآليات يمكن ان تؤدي الى راحة مؤقته فقط ، حيث أنها اساس تعتمد على تشويه الواقع والتمويه على النا ، ولا شك ان اسراف الانا في توظيف الحيل الدفاعية من شأنه أن يفقد وظيفة هذه الحيل بحيث يصبح لها القدرة في التمويه على اتلنا ومن ثم يزداد القلق .ومن اهم مظاهرها :
انفعال الخوف :
وفيه يكون المريض بالقلق يتوقع حدوث الشر في أي وقت وليس الموقف الذي يلتصق به انفعال الخوف هو مصدر القلق الحقيقي
المخاوف المرضية :
وهو خوف من أشياء لا تثير الخوف عند عامة الناس فهو خوف غير منطقي والواقع أن الموضوع الذي يثير الخوف غالبا ما يكون مرتبطا باشباع الغرائز المكبوتة .
القلق الخلقي :
ينمى من خلال أوامر الوالدين وقواعد الشرع وقوانين المجتمع ، وغالبا ما يكتمل نضجة في مرحلة الطفولة المتقدمة حيث يكون من السهل على الطفل أن يدرك ويميز ويحلل ، وهكذا يتضح لنا رؤية فرويد في موضوع القلق ، حيث أوضحنا ان القلق الموضوعي يرتبط بمثير خارجي غير ان النوعين الآخرين ( العصابي والخلقي ) يرتبطان بمصادر داخلية ليس من اليسير تحديد هويتها دون مساعدة الاخصائي النفسي المعالج .
أسباب القلق :
وأتوقع من أن أسباب ذالك من الجهة الشرعية
(1) ضعف الإيمان : فالمؤمن قوي الإيمان لايعرف القلق. قال الله تعالى(ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) ، ,ويقوى الإيمان بعمل الطاعات وترك المعاصي وقراءة القرآن وحضور مجالس الصالحين وحبهم والتفكر في خلق الله تعالى.
(2) الخوف على الحياة وعلى الرزق: فهناك من يخاف الموت فيقلق بسبب ذلك ، ولو أيقن أن الآجال بيد الله ماحصل ذلك القلق. والبعض يخاف على الرزق ويصيبه الأرق وكأنه ماقرأ قوله تعالى(إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) ولم يسمع قول الله عز وجل(وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ) ، حتى النمل في جحره يرزقه الله تعالى ، ولايعني ذلك أن يجلس الإنسان في بيته ينتظر أن تمطر السماء ذهباً ، بل يسعى وبفعل الأسباب امتثالاً لقوله تعالى(فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه) ويتوكل على الله(ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
(3) المصائب: من موت قريب أو خسارة مالية أو مرض عضال أو حادث أو غير ذلك ، لكن المؤمن شأنه كله خير إن اصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن اصابته ضراء صبر فكان خيراً وجزاء الصبر أن الله يأجره ويعوضه خيراً مما أصابه. فيجب أن يعلم أن ذلك بقدر الله وقضائه ، وما قدّر الله سيكون لا محالة لو اجتمع أهل الأرض والسماء أن يردوه ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً. عندما ترسخ هذه العقيدة في نفس الإنسان فإنه يرضى وتكون المصيبة عليه برداً وتكون المحنة منحة ، ولقد شاهدنا أنه كم من مشكلة صارت بإنسان جعلت منه رجلاً قوياً صامداً وعلمته التحمل بعد أن كان في نعمة ورغد لا يتحمل شيئاً وغيرت من نظرته للحياة وأصبح سداً أمام المعضلات.
(4) المعاصي: وهي سبب كل بلاء في الدنيا والآخرة ، وهي سبب مباشر لحدوث القلق والاكتئاب . قال الله تعالى(وماأصابك من سيئة فمن نفسك ) وقال (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) ، والبعض يقول: نريد أن نُذهب القلق و(الطفش) فيفعل المعاصي ، لكنه في الحقيقة يزيد الطين بلة وهو كالمستجير من الرمضاء بالنار.
(5) الغفلة عن الآخرة والتعلق بالدنيا : فمن يتفكر ويتصور نعيم الجنة بكل أشكاله فإنه تهون عليه المشاكل وينشرح صدره وينبعث الأمل والتفاؤل عنده.
6)الوراثة :
هناك دراسات ترجح ان يكون للعوامل العضوية والوراثية اثر في وجود القلق ، حيث أنه من المحتمل أن تزود الوارثة الفرد باستعداد عام للقلق ، فقد بلغت نسبة القلق بين التوائم المتشابهة 50% بعكس التوائم غير المتشابهة والتي لم يتجاوز نسبة القلق فيها سوى 4% .
كيف تتخلص من القلق :
أتوقع أن أهم علاج لهذه المشكلة عن طريق الأيمان بقضاء الله وقدره لان تناسي أو نسيان هذه النقطه هي من أسباب هذا المرض
وعلى العموم العلاج الأفضل يكون غير المباشر ، وسواء قام المعالج بمهمة العلاج ام قام الشخص نفسه بعلاج نفسه ، فإن الطريق المفضي الى العلاج الناجح والسريع هو الطريق غير المباشر فلقد يكون العرض المرضي دالا على شئ مخالف للشئ أو السبب الحقيقي إذا ما أخذنا في تفسيره ظاهريا أعماقه بغير أن نسبر أغواره وبغير أن نصل إلى صلبه وكيانه الجوهري ، ولكن ما إن نستشف أعماقه ونقف على صميم كيانه ، حتى نجد أن الدافع الحقيقي للإعراض المرضية البائنه لم تكن سوى نتيجة ثانوية ، لذلك السبب الجوهري الأساسي .
فلقد تجد شخصا مصابا بأحد أعراض الشذوذ الجنسي ، فتظن أن السبب هو سوء توجيه الطاقة الجنسية لديه ، ولكن ما أن تترك الإعراض السلوكية الجنسية جانبا وتأخذ في فحص تلك الأعراض المرضية حتى تستبين أن الأصل ونقطة البداية ليس الجنس بل ربما يكون المخاوف القديمة المترسبة في أعماق الشخصية والتي استحالت قلقا بعد أن انطويت في أعماق اللاشعور ، وبديهي أن ينسب العلاج في مثل تلك الحالة إلى الأصل والسبب الحقيقي الجوهري وليس إلى ما يترتب على ذلك الأصل وعلى السبب الجوهري من نتائج سلوكية .
وقد ينحو العلاج النفسي غير المباشر منحي آخر غير هذا المنحى ، فبدلا من البحث في أسباب جوهرية ذات طبيعة نفسية فإنه يذهب إلى القطاع الفسيولوجي من الشخصية يستقرئه على أساس من الاعتقاد بأن ما هو نفسي وجداني ، إنما يكون انعكاسا على نحو ما لما هو فسيولوجي جسمي ، فبدلا من علاج المرض العقلي بالإيحاء والاقناع والتنويم المغناطيسي والتحليل النفسي يأخذ المعالج في التأثير في المخ سواء عن طريق الصدمات الكهربائية أم بحقن المريض ببعض العقاقير التي تؤثر على أجزاء معينة في المخ .
أو بحقن بعض الهرمونات التي تؤثر على الاتزان الغددي او بإجراء بعض العمليات الجراحية بالمخ أو بغيره من أجزاء بالجسم يكون لها صلة غير مباشرة بإحداث العرض المرضي .
وبالنسبة للقلق بمظاهره وأعراضه المتباينة ، فقلد لا يكون الأمر بحاجة إلى إجراء عمليات جراحية أو تناول الحبوب المهدئة أو إلى اخذ حقن بطريق مباشر أو غير مباشر في الغدد الصماء ، ولا إلى فحص أجهزة الجسم الداخلية كالجهاز العصبي أو الغدد بل تكون ثمة حاجة فقط إلى تشغيل أجهزة الجسم ، وذلك بممارسة بعض التمرينات الرياضية التي تكفل التخلص من الزائد من الطاقة الحيوية المختزنة ببعض الأعضاء والتي يتسبب عنها القلق بشكل غير مباشر .
وهناك في الواقع صلة وثيقة بين الخمول الجسمي وبين القلق ، ذلك أن الجسم عندما يشحن بالطاقة فإنه يكون بحاجة الى التخلص منها حتى تستمر الحياة في اخذ وعطاء مستمرين ، وطبيعي انك تجد أن الشخص الذي لا يتخلص من الزائد من طاقتة الحيوية لا يستطيع ان يستمر في الأخذ ، فنجده نابيا عن تناول الطعام ، بل ان رئتيه تنحوان ايضا الى الكسل فيضيق تنفسه وبالتالي تختل ضربات قلبه .
وحيث أن الجسم كيان واحد مترابط الاجزاء كأشد ما يكون الترابط والاتصال والانسجام والتكافل والتكامل ، فإن أي خلل او أي كسل يحدث في جانب منه يجد له صدى عالي في باقي الاجهزة .
فتجد ان شخصا كهذا يصاب بأضطراب في ضغط الدم بل وقد يفسد عمل ونشاط الكبد فيصاب بمرض السكر وغيره من امراض تكون نقطة البداية فيها جميعا الركون الى الكسل وعدم التخلص من الطاقة الزائدة .
وليس من شك في ان الكثير مما يصيب الانسان الحديث من قلق او ضجر بالحياة أو تبرم بالناس انما يرجع في نهاية المطاف الى خروجه عن فطرته التي جبل عليها وشاهد على ذلك ان القردة في الغابات والناس البدائيين الذين اتيحت لهم فرص التعبير عن طاقتهم الحيوية بانطلاق ومما يكفل صرف الطاقات الزائدة لديهم لا يتعرضون للقلق ، وأكثر من هذا فإننا نستطيع ان نقرر ان اصحاب الحرف اليديوة العنيفة والتي والتي تتباين فيها الحركات وتتنوع وتستمر طوال فترة العمل لا يكونون في الغالب معرضين للإصابة بالقلق ، وذلك لان ما يمكن إن يختزن في عضلاتهم المتباينة من طاقة سرعان ما يجد له منصرفا فيما يؤدونه من أعمال ، أما أصحاب المهن التي تعتمد اكثر ما تعتمد على الذهن دون العضلات ، فإن أصحابها يصابون في الغالب بالقلق ، وما يتواكب معه من ظواهر مرضية كتلك التي سبق أن ذكرناها .لذلك فإنك تجد أن الأطباء ينصحون أصحاب المهن الذهنية بتشغيل عضلاتهم ولو بالمشي لمدة طويلة كل يوم حتى يعوضوا ما فاتهم من تنشيط عضلاتهم التي تختزن الطاقة الحيوية لكي تظهر لديهم على هيئة أعراض نفسية اهمها القلق النفسي لوخيم ونأسف اذ نقرر ان معظمهم يكونون في عوز شديد للتواؤم الاجتماعي والتكيف النفسي .وثمة عامل آخر من عوامل حدوث القلق هو العامل الاجتماعي فالانحباس في قمقم اجتماعي واحد لا يتغير يؤدي بالشخص إلى الإصابة بالقلق ، فكثير من الناس لا يخرجون عن نمط حياتهم اليومي ولكأن كل يوم يمر بحياتهم هو صورة طبق الاصل من الايام السابقة جميعها .والواقع ان هذا هو حال نسبة كبرة من الناس ، انهم يلتزمون بما دأبوا على فعله بغير ان يغيروا نظام حياتهم قيد أنمله ، فالأشخاص الذين يقابلونهم لا يتغيرون ، بل ان مقابلتهم لهم قد تتم في نفس الوقت من كل يوم بغير تغيير ، وحياتهم اليومية تلتزم بمواعيد محددة لا تتغير ، بالموظف يصل الى مقر عمله في الثامنة صباحا ، ويظل في مكتبة حتى الثانية ظهرا ونمط العمل هو هو لا يتغير ولا يتجدد وبهذا يستحيل الموظف الى ما ما يشبه الاله الصماء ، بل انه يصاب بالعجز الارادي وبالعجز العقلي والاجتماعي ، فالعجز الارادي يتبدى لديه في عدم قدرته على اتخاذ قرار معتمد فيه على ذكائه وتقديره الشخصي للموقف .أما العجز العقلي فإنه يتبدى في عدم قدرته على إدخال عناصر جديدة في عمله واستبعاد عناصر قديمة ليس منها فائدة أو تكون ضارة بالعمل ، اما عجزة الاجتماعي فإنه يتبدى في عدم قدرته على اقامة علاقات جديدة مع اشخاص جدد ولكأن الله لم يخلق في هذا العالم من الاناس سوى تلك الشرذمة التي يخالطها ويتعامل مع افرادها .
" هو خبرة انفعالية غير سارة ، يشعر فيها الفرد بخوف أو تهديد ، لكنه لا يستطيع تحديد مصدر هذا الخوف " .
وقد يظن البعض ان الخوف كمفهوم يرادف القلق غير انهما استجابات انفعالية مؤلمة والحقيقة ان الشخص الذي يخاف من شئ ما يستطيع ان يحدد ماهية هذا الشيء ، ويعين هويته ، والأمر خلاف ذلك في حالة القلق إذ أن الشخص الذي يصاب بالقلق العصابي لا يستطيع ان يحدد المثير او المثيرات التي يرجع لها القلق .
ويختلف فقهاء الصحة حول مفهوم فهناك من أنصار المدرسة السلوكية والاختلاف بينهما اختلاف حميد ومقبول إذ أن لكل منهما فلسفته التي انطلق من خلالها ، ولا بأس من استعراض بعض هذه المدارس .
أنواع القلق
القلق الموضوعي :
وهو عبارة عن " خبرة انفعالية مؤلمة يستطيع الفرد تحديد مصدر الخطر الذي يهدده ومن ثم يستطيع أن يتعامل معه إما بالمواجهة أو التجنب ، ومثيرات هذا القلق مكتسبة من البيئة بجميع مؤسساتها وغالبا ما يتم هذا الاكتساب في السنوات المبكرة من حياة الإنسان حيث يعجز الطفل عن تحمل المثيرات الانفعالية القوية فالطفل ، فالطفل يكتسب الخوف من الظلام ، والخوف من بعض الحشرات او الطيور او الحيوانات والخبرات التي تشتد فيها الإثارة والتي تسبب القلق عادة ما تسمى بالصدمات وعلى أي حال فأي مثير شديد من شانه أن يهدد الفرد ويسلب إرادته ويحدث له ما يسمى بالقلق الموضوعي .
القلق العصابي :
ينشأ عندما ينجح الهو في كسر وتجاوز دفاعات الأنا واشباع
متطلباتها الغريزية ونزعاتها الشهوانية الجنسية – ولقد حاولت الأنا ان تسلح نفسها بالآليات الدفاعية ( التبرير – الإسقاط – النكوص ) الا ان هذه الآليات يمكن ان تؤدي الى راحة مؤقته فقط ، حيث أنها اساس تعتمد على تشويه الواقع والتمويه على النا ، ولا شك ان اسراف الانا في توظيف الحيل الدفاعية من شأنه أن يفقد وظيفة هذه الحيل بحيث يصبح لها القدرة في التمويه على اتلنا ومن ثم يزداد القلق .ومن اهم مظاهرها :
انفعال الخوف :
وفيه يكون المريض بالقلق يتوقع حدوث الشر في أي وقت وليس الموقف الذي يلتصق به انفعال الخوف هو مصدر القلق الحقيقي
المخاوف المرضية :
وهو خوف من أشياء لا تثير الخوف عند عامة الناس فهو خوف غير منطقي والواقع أن الموضوع الذي يثير الخوف غالبا ما يكون مرتبطا باشباع الغرائز المكبوتة .
القلق الخلقي :
ينمى من خلال أوامر الوالدين وقواعد الشرع وقوانين المجتمع ، وغالبا ما يكتمل نضجة في مرحلة الطفولة المتقدمة حيث يكون من السهل على الطفل أن يدرك ويميز ويحلل ، وهكذا يتضح لنا رؤية فرويد في موضوع القلق ، حيث أوضحنا ان القلق الموضوعي يرتبط بمثير خارجي غير ان النوعين الآخرين ( العصابي والخلقي ) يرتبطان بمصادر داخلية ليس من اليسير تحديد هويتها دون مساعدة الاخصائي النفسي المعالج .
أسباب القلق :
وأتوقع من أن أسباب ذالك من الجهة الشرعية
(1) ضعف الإيمان : فالمؤمن قوي الإيمان لايعرف القلق. قال الله تعالى(ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) ، ,ويقوى الإيمان بعمل الطاعات وترك المعاصي وقراءة القرآن وحضور مجالس الصالحين وحبهم والتفكر في خلق الله تعالى.
(2) الخوف على الحياة وعلى الرزق: فهناك من يخاف الموت فيقلق بسبب ذلك ، ولو أيقن أن الآجال بيد الله ماحصل ذلك القلق. والبعض يخاف على الرزق ويصيبه الأرق وكأنه ماقرأ قوله تعالى(إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) ولم يسمع قول الله عز وجل(وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ) ، حتى النمل في جحره يرزقه الله تعالى ، ولايعني ذلك أن يجلس الإنسان في بيته ينتظر أن تمطر السماء ذهباً ، بل يسعى وبفعل الأسباب امتثالاً لقوله تعالى(فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه) ويتوكل على الله(ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
(3) المصائب: من موت قريب أو خسارة مالية أو مرض عضال أو حادث أو غير ذلك ، لكن المؤمن شأنه كله خير إن اصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن اصابته ضراء صبر فكان خيراً وجزاء الصبر أن الله يأجره ويعوضه خيراً مما أصابه. فيجب أن يعلم أن ذلك بقدر الله وقضائه ، وما قدّر الله سيكون لا محالة لو اجتمع أهل الأرض والسماء أن يردوه ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً. عندما ترسخ هذه العقيدة في نفس الإنسان فإنه يرضى وتكون المصيبة عليه برداً وتكون المحنة منحة ، ولقد شاهدنا أنه كم من مشكلة صارت بإنسان جعلت منه رجلاً قوياً صامداً وعلمته التحمل بعد أن كان في نعمة ورغد لا يتحمل شيئاً وغيرت من نظرته للحياة وأصبح سداً أمام المعضلات.
(4) المعاصي: وهي سبب كل بلاء في الدنيا والآخرة ، وهي سبب مباشر لحدوث القلق والاكتئاب . قال الله تعالى(وماأصابك من سيئة فمن نفسك ) وقال (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) ، والبعض يقول: نريد أن نُذهب القلق و(الطفش) فيفعل المعاصي ، لكنه في الحقيقة يزيد الطين بلة وهو كالمستجير من الرمضاء بالنار.
(5) الغفلة عن الآخرة والتعلق بالدنيا : فمن يتفكر ويتصور نعيم الجنة بكل أشكاله فإنه تهون عليه المشاكل وينشرح صدره وينبعث الأمل والتفاؤل عنده.
6)الوراثة :
هناك دراسات ترجح ان يكون للعوامل العضوية والوراثية اثر في وجود القلق ، حيث أنه من المحتمل أن تزود الوارثة الفرد باستعداد عام للقلق ، فقد بلغت نسبة القلق بين التوائم المتشابهة 50% بعكس التوائم غير المتشابهة والتي لم يتجاوز نسبة القلق فيها سوى 4% .
كيف تتخلص من القلق :
أتوقع أن أهم علاج لهذه المشكلة عن طريق الأيمان بقضاء الله وقدره لان تناسي أو نسيان هذه النقطه هي من أسباب هذا المرض
وعلى العموم العلاج الأفضل يكون غير المباشر ، وسواء قام المعالج بمهمة العلاج ام قام الشخص نفسه بعلاج نفسه ، فإن الطريق المفضي الى العلاج الناجح والسريع هو الطريق غير المباشر فلقد يكون العرض المرضي دالا على شئ مخالف للشئ أو السبب الحقيقي إذا ما أخذنا في تفسيره ظاهريا أعماقه بغير أن نسبر أغواره وبغير أن نصل إلى صلبه وكيانه الجوهري ، ولكن ما إن نستشف أعماقه ونقف على صميم كيانه ، حتى نجد أن الدافع الحقيقي للإعراض المرضية البائنه لم تكن سوى نتيجة ثانوية ، لذلك السبب الجوهري الأساسي .
فلقد تجد شخصا مصابا بأحد أعراض الشذوذ الجنسي ، فتظن أن السبب هو سوء توجيه الطاقة الجنسية لديه ، ولكن ما أن تترك الإعراض السلوكية الجنسية جانبا وتأخذ في فحص تلك الأعراض المرضية حتى تستبين أن الأصل ونقطة البداية ليس الجنس بل ربما يكون المخاوف القديمة المترسبة في أعماق الشخصية والتي استحالت قلقا بعد أن انطويت في أعماق اللاشعور ، وبديهي أن ينسب العلاج في مثل تلك الحالة إلى الأصل والسبب الحقيقي الجوهري وليس إلى ما يترتب على ذلك الأصل وعلى السبب الجوهري من نتائج سلوكية .
وقد ينحو العلاج النفسي غير المباشر منحي آخر غير هذا المنحى ، فبدلا من البحث في أسباب جوهرية ذات طبيعة نفسية فإنه يذهب إلى القطاع الفسيولوجي من الشخصية يستقرئه على أساس من الاعتقاد بأن ما هو نفسي وجداني ، إنما يكون انعكاسا على نحو ما لما هو فسيولوجي جسمي ، فبدلا من علاج المرض العقلي بالإيحاء والاقناع والتنويم المغناطيسي والتحليل النفسي يأخذ المعالج في التأثير في المخ سواء عن طريق الصدمات الكهربائية أم بحقن المريض ببعض العقاقير التي تؤثر على أجزاء معينة في المخ .
أو بحقن بعض الهرمونات التي تؤثر على الاتزان الغددي او بإجراء بعض العمليات الجراحية بالمخ أو بغيره من أجزاء بالجسم يكون لها صلة غير مباشرة بإحداث العرض المرضي .
وبالنسبة للقلق بمظاهره وأعراضه المتباينة ، فقلد لا يكون الأمر بحاجة إلى إجراء عمليات جراحية أو تناول الحبوب المهدئة أو إلى اخذ حقن بطريق مباشر أو غير مباشر في الغدد الصماء ، ولا إلى فحص أجهزة الجسم الداخلية كالجهاز العصبي أو الغدد بل تكون ثمة حاجة فقط إلى تشغيل أجهزة الجسم ، وذلك بممارسة بعض التمرينات الرياضية التي تكفل التخلص من الزائد من الطاقة الحيوية المختزنة ببعض الأعضاء والتي يتسبب عنها القلق بشكل غير مباشر .
وهناك في الواقع صلة وثيقة بين الخمول الجسمي وبين القلق ، ذلك أن الجسم عندما يشحن بالطاقة فإنه يكون بحاجة الى التخلص منها حتى تستمر الحياة في اخذ وعطاء مستمرين ، وطبيعي انك تجد أن الشخص الذي لا يتخلص من الزائد من طاقتة الحيوية لا يستطيع ان يستمر في الأخذ ، فنجده نابيا عن تناول الطعام ، بل ان رئتيه تنحوان ايضا الى الكسل فيضيق تنفسه وبالتالي تختل ضربات قلبه .
وحيث أن الجسم كيان واحد مترابط الاجزاء كأشد ما يكون الترابط والاتصال والانسجام والتكافل والتكامل ، فإن أي خلل او أي كسل يحدث في جانب منه يجد له صدى عالي في باقي الاجهزة .
فتجد ان شخصا كهذا يصاب بأضطراب في ضغط الدم بل وقد يفسد عمل ونشاط الكبد فيصاب بمرض السكر وغيره من امراض تكون نقطة البداية فيها جميعا الركون الى الكسل وعدم التخلص من الطاقة الزائدة .
وليس من شك في ان الكثير مما يصيب الانسان الحديث من قلق او ضجر بالحياة أو تبرم بالناس انما يرجع في نهاية المطاف الى خروجه عن فطرته التي جبل عليها وشاهد على ذلك ان القردة في الغابات والناس البدائيين الذين اتيحت لهم فرص التعبير عن طاقتهم الحيوية بانطلاق ومما يكفل صرف الطاقات الزائدة لديهم لا يتعرضون للقلق ، وأكثر من هذا فإننا نستطيع ان نقرر ان اصحاب الحرف اليديوة العنيفة والتي والتي تتباين فيها الحركات وتتنوع وتستمر طوال فترة العمل لا يكونون في الغالب معرضين للإصابة بالقلق ، وذلك لان ما يمكن إن يختزن في عضلاتهم المتباينة من طاقة سرعان ما يجد له منصرفا فيما يؤدونه من أعمال ، أما أصحاب المهن التي تعتمد اكثر ما تعتمد على الذهن دون العضلات ، فإن أصحابها يصابون في الغالب بالقلق ، وما يتواكب معه من ظواهر مرضية كتلك التي سبق أن ذكرناها .لذلك فإنك تجد أن الأطباء ينصحون أصحاب المهن الذهنية بتشغيل عضلاتهم ولو بالمشي لمدة طويلة كل يوم حتى يعوضوا ما فاتهم من تنشيط عضلاتهم التي تختزن الطاقة الحيوية لكي تظهر لديهم على هيئة أعراض نفسية اهمها القلق النفسي لوخيم ونأسف اذ نقرر ان معظمهم يكونون في عوز شديد للتواؤم الاجتماعي والتكيف النفسي .وثمة عامل آخر من عوامل حدوث القلق هو العامل الاجتماعي فالانحباس في قمقم اجتماعي واحد لا يتغير يؤدي بالشخص إلى الإصابة بالقلق ، فكثير من الناس لا يخرجون عن نمط حياتهم اليومي ولكأن كل يوم يمر بحياتهم هو صورة طبق الاصل من الايام السابقة جميعها .والواقع ان هذا هو حال نسبة كبرة من الناس ، انهم يلتزمون بما دأبوا على فعله بغير ان يغيروا نظام حياتهم قيد أنمله ، فالأشخاص الذين يقابلونهم لا يتغيرون ، بل ان مقابلتهم لهم قد تتم في نفس الوقت من كل يوم بغير تغيير ، وحياتهم اليومية تلتزم بمواعيد محددة لا تتغير ، بالموظف يصل الى مقر عمله في الثامنة صباحا ، ويظل في مكتبة حتى الثانية ظهرا ونمط العمل هو هو لا يتغير ولا يتجدد وبهذا يستحيل الموظف الى ما ما يشبه الاله الصماء ، بل انه يصاب بالعجز الارادي وبالعجز العقلي والاجتماعي ، فالعجز الارادي يتبدى لديه في عدم قدرته على اتخاذ قرار معتمد فيه على ذكائه وتقديره الشخصي للموقف .أما العجز العقلي فإنه يتبدى في عدم قدرته على إدخال عناصر جديدة في عمله واستبعاد عناصر قديمة ليس منها فائدة أو تكون ضارة بالعمل ، اما عجزة الاجتماعي فإنه يتبدى في عدم قدرته على اقامة علاقات جديدة مع اشخاص جدد ولكأن الله لم يخلق في هذا العالم من الاناس سوى تلك الشرذمة التي يخالطها ويتعامل مع افرادها .