قد يتساءل البعض لماذا اخترت هذا الاسم دون غيرة من الأسماء ,
فأقول وبالله التوفيق كأننا في هذه الحياة زورق تاه في وسط الأمواج نصارع على البقاء لنصل إلى بر الأمان وكأننا في دوامه كلما اقتربنا من قطرها ازداد انجذابنا إليها , في هذه الحياة تشتد بنا الأزمات وتنعقد حبائلها ,وتترادف علينا الضوائق ويطول ليلها ,وقد تدخلنا في أزمات متصلة الحلقات فنخرج من أزمة لتتلقفنا أخرى وقد تكون مغايره لسابقتها مغايره تامة , فقد نمتحن بالشى وضده قد نمتحن بالخير كما قد نمتحن بالشر , قد نتعرض لصنوف البلاء فقد يجرحنا أمرا وقد تصدمنا خيبة ,أو تنزل بنا كارثة , وقد يلاحقنا الأذى فنعتقد إن ذلك إيه على نسيان الله لنا وإبعادنا من رحمته فتضيق علينا الأرض بما رحبت , ولان من عاداتنا تجاهل الحقائق ونندهش للعقبات إذا لاقتنا ونتبرم من الآلام إذا مستنا . وقد نرسم الآمال ونطول في وصفها وما نريد ان نحقق منها , و بعد ذلك كله لا بد لنا من ضياء ينير لنا دروب الحياة لنعرف إلى أين نتجه والى ماذا نسير.
فإذا بالصبر يأتي بعد ذلك كله ليشع نورًا عاصماً لنا من التخبط ويهدينا إلى الوقاية من القنوط. فنبني عليه الآمال ونوطن أنفسنا على احتمال المكارة دون ضجر , وانتظار للنتائج مهما بعدت , فيه نواجه الأعباء مهما ثقلت , ولا نرتاب لغيمه تظهر في الأفق ولو تبعتاها أخرى وأخرى , بل نبقى موقنين بان بوادر الصفو لا بد آتية وان من الحكمة انتضارها في سكون ويقين فنواجه الإحداث ببصيرة مستنيرة واستعداد كامل ولنا في يوسف عليه السلام اسوة .
فهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم. يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم .تحدر من شجرة عظيمة وتربى في حجور أنبياء واجتباه الله بالرسالة فلننظر كيف قضى حياته .وهو يخرج من ضائقة لتتلقفه أخرى .
فقد ماتت امة وهو طفل ثم ابتلى بحسد اخوانة له وتآمرهم عليه ,فاختطفوه من أحضان أبيه , ورموه في البئر ليلقى في غيابها مصير مجهول , فيستنقذه سيارة ليمتلكوه عبدا , وهو الكريم ابن الكرام .ثم يباع في سوق الرقيق وبثمن بخس دراهم معدودة,فيبتاعه ملك مصر فما إن يستقر في القصر حتى يتعرض لفتنه وإغراء ثم يتعرض للدسائس الماكرة , فاتهم في عرضه وشرفه وهو العفيف المحصن بأنه يبغي السوء ومع ظهور براءته يطرح في السجن ومع الأشقياء لا لأيام وشهور بل لبضع سنين.
ولأنه لديه نوراً وضياءً ( وهو الصبر ) فقد بقي متألق اليقين وراء جدار السجن يذّكر بالله من جهلوه ويبصّر من جحدوه ,(يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الوَاحِدُ القَهَّار)وذلك صفات أولى الفضل من الناس لا يفقدون صفاء دينهم إذا فقدوا صفاء دنياهم ولا يهونون أمام أنفسهم
فمتى يكون الصبر لنا نوراً و ضياء ً
إذا أدركنا إن الابتلاء سنه من سنن الله في خلقه , وأخذنا أهبتنا للنوازل المتوقعة , فلن تذهلنا المفاجآت ولن نذل لها (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ المُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) [محمد\31 ] فنواجه الأحداث ببصيرة مستنيرة واستعداد كامل (وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)آل عمران .مدركين الحياة الدنيا وان الله لم يجعلها دار جزاء وقرار بل دار تمحيص وامتحان, وامتحان الحياة بكل نقائضها, آلام تقتحم النفس وتفتح عليها طريقا من الرعب والحرج.
ولان الصبر من معالم العظمة وشارات الكمال ومرد دلائل هيمنة النفس على ما حولها.لذلك فان ((الصبور ))من أسماء الله الحسنى فهو يتمهل ولا يتعجل ويبطي بالعقاب وان أسرع الناس بالجريمة.
والصبر من عناصر الرجولة الناضجة, فان أثقال الحياة لا يطيقها إلا الأشداء ولا ينهض برسالتها وينقلها من طور إلا طور إلا العمالقة, من ذاقوا مرارة الكفاح, واستداموا السعي ولم يحملهم شغل العيش عن نسيان الواجب.فأسهموا في معركة الحياة وخاضوا غمارها , فنالهم من جراحاتها وغمرمهم من وغثائها .ولذلك ما ادخر الله لأولئك الصابرين يفوق ما ادخره للعبادات الأخرى من ثواب جزيل ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر 10].
وكما اخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم((يود أهل العافية يوم ألقيامه حين يعطى أهل البلاء الثواب لو إن جلودهم قرضت بالمقايض) رواه الترمذي .
ويحمد الإسلام لأهل البلوى وأصحاب المتاعب رباطه جأشهم وحسن يقينهم . وقد جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم( إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة فلم يبلغها بعمل ابتلاه الله في جسده أو ماله أو ولده ثم صبر على ذلك حتى يبلغ المنزلة التي سبقت له من الله عز وجل }.
فكلما تكاثرت المصائب إشارة إلى ما يرشح له المرء من خير وما يراد له من كرامه وكثيرا ما تكون الآلام طهور يسوقه الله إلى المؤمنين ليكشف لهم حقيقة الحياة الدنيا , فلا تطول خدعتهم بها أو ركونهم إليها ورب ضارة نافعة وكم محنة في طياتها منح ورحمات .
والتريث والمصابرة والانتصار خصال تتناسق مع سنن الكون القائمة وأنظمته الدائمة فلو نظرنا إلى الحياة عموما فلا ينبت الزرع ساعة البذر , ولا ينضج النبت بلا لا بد من المكث شهورا حتى يحين الحصاد المنشود .
وقد أعلمنا الله عز وجل انه خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان قادر سبحانه ان يقيم دعائم الكون بقول كن . والزمن ملابس لكل حركه وسكون في الوجود فان لم نصابر اكتوينا بنار الجزع ثم لم نغير شيئا من طبيعة الأشياء التي تسير على قدر .
والصبر أنواع
صبر على طاعة : واساسة ان أركان الإسلام اللازمة تحتاجه في القيام بها والمداومة عليها إلى تحمل ومعاناة .
قال تعالى (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) (132)طه . وعشرة المؤمنين والإبقاء على مودتهم والإغفاء عن هفواتهم خصال تعتمد على الصبر الجميل (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا )(28)الكهف والتواصي بالصبر قرين التواصي بالحق وقد اقسم الله عز وجل على ان فلاح البشر منوط ( وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) )
صبر عن المعاصي: وهو عنصر المقاومة للمغريات التي تقف في طريق الناس. والإقبال على المكارة والإدبار عن الشهوات لا يتأتي إلا لصبور . والصبر هنا هو روح العفاف الذي يحمي المؤمن من والدنايا ومكر السيئات (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) (126)الأعراف
والصبر على الآلام والمكارة : على كل ما يصيب المؤمن في نفسه أو ماله أو منزلة أو أهلة وتلك كلها أعراض متوقعه وهيهات ان تخلوا منها الحياة منها .
والصبر هو سر السعادة في الدنيا والآخرة قال رسول صلى الله عليه وسلم (عجبت لأمر المؤمن ، أمره كله له خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ، وليس هذا لأحد إلا للمؤمن )
ألا بالصبر تبلغ ما تريد ***وبالتقوى يلين لك الحديد
فأقول وبالله التوفيق كأننا في هذه الحياة زورق تاه في وسط الأمواج نصارع على البقاء لنصل إلى بر الأمان وكأننا في دوامه كلما اقتربنا من قطرها ازداد انجذابنا إليها , في هذه الحياة تشتد بنا الأزمات وتنعقد حبائلها ,وتترادف علينا الضوائق ويطول ليلها ,وقد تدخلنا في أزمات متصلة الحلقات فنخرج من أزمة لتتلقفنا أخرى وقد تكون مغايره لسابقتها مغايره تامة , فقد نمتحن بالشى وضده قد نمتحن بالخير كما قد نمتحن بالشر , قد نتعرض لصنوف البلاء فقد يجرحنا أمرا وقد تصدمنا خيبة ,أو تنزل بنا كارثة , وقد يلاحقنا الأذى فنعتقد إن ذلك إيه على نسيان الله لنا وإبعادنا من رحمته فتضيق علينا الأرض بما رحبت , ولان من عاداتنا تجاهل الحقائق ونندهش للعقبات إذا لاقتنا ونتبرم من الآلام إذا مستنا . وقد نرسم الآمال ونطول في وصفها وما نريد ان نحقق منها , و بعد ذلك كله لا بد لنا من ضياء ينير لنا دروب الحياة لنعرف إلى أين نتجه والى ماذا نسير.
فإذا بالصبر يأتي بعد ذلك كله ليشع نورًا عاصماً لنا من التخبط ويهدينا إلى الوقاية من القنوط. فنبني عليه الآمال ونوطن أنفسنا على احتمال المكارة دون ضجر , وانتظار للنتائج مهما بعدت , فيه نواجه الأعباء مهما ثقلت , ولا نرتاب لغيمه تظهر في الأفق ولو تبعتاها أخرى وأخرى , بل نبقى موقنين بان بوادر الصفو لا بد آتية وان من الحكمة انتضارها في سكون ويقين فنواجه الإحداث ببصيرة مستنيرة واستعداد كامل ولنا في يوسف عليه السلام اسوة .
فهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم. يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم .تحدر من شجرة عظيمة وتربى في حجور أنبياء واجتباه الله بالرسالة فلننظر كيف قضى حياته .وهو يخرج من ضائقة لتتلقفه أخرى .
فقد ماتت امة وهو طفل ثم ابتلى بحسد اخوانة له وتآمرهم عليه ,فاختطفوه من أحضان أبيه , ورموه في البئر ليلقى في غيابها مصير مجهول , فيستنقذه سيارة ليمتلكوه عبدا , وهو الكريم ابن الكرام .ثم يباع في سوق الرقيق وبثمن بخس دراهم معدودة,فيبتاعه ملك مصر فما إن يستقر في القصر حتى يتعرض لفتنه وإغراء ثم يتعرض للدسائس الماكرة , فاتهم في عرضه وشرفه وهو العفيف المحصن بأنه يبغي السوء ومع ظهور براءته يطرح في السجن ومع الأشقياء لا لأيام وشهور بل لبضع سنين.
ولأنه لديه نوراً وضياءً ( وهو الصبر ) فقد بقي متألق اليقين وراء جدار السجن يذّكر بالله من جهلوه ويبصّر من جحدوه ,(يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الوَاحِدُ القَهَّار)وذلك صفات أولى الفضل من الناس لا يفقدون صفاء دينهم إذا فقدوا صفاء دنياهم ولا يهونون أمام أنفسهم
فمتى يكون الصبر لنا نوراً و ضياء ً
إذا أدركنا إن الابتلاء سنه من سنن الله في خلقه , وأخذنا أهبتنا للنوازل المتوقعة , فلن تذهلنا المفاجآت ولن نذل لها (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ المُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) [محمد\31 ] فنواجه الأحداث ببصيرة مستنيرة واستعداد كامل (وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)آل عمران .مدركين الحياة الدنيا وان الله لم يجعلها دار جزاء وقرار بل دار تمحيص وامتحان, وامتحان الحياة بكل نقائضها, آلام تقتحم النفس وتفتح عليها طريقا من الرعب والحرج.
ولان الصبر من معالم العظمة وشارات الكمال ومرد دلائل هيمنة النفس على ما حولها.لذلك فان ((الصبور ))من أسماء الله الحسنى فهو يتمهل ولا يتعجل ويبطي بالعقاب وان أسرع الناس بالجريمة.
والصبر من عناصر الرجولة الناضجة, فان أثقال الحياة لا يطيقها إلا الأشداء ولا ينهض برسالتها وينقلها من طور إلا طور إلا العمالقة, من ذاقوا مرارة الكفاح, واستداموا السعي ولم يحملهم شغل العيش عن نسيان الواجب.فأسهموا في معركة الحياة وخاضوا غمارها , فنالهم من جراحاتها وغمرمهم من وغثائها .ولذلك ما ادخر الله لأولئك الصابرين يفوق ما ادخره للعبادات الأخرى من ثواب جزيل ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر 10].
وكما اخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم((يود أهل العافية يوم ألقيامه حين يعطى أهل البلاء الثواب لو إن جلودهم قرضت بالمقايض) رواه الترمذي .
ويحمد الإسلام لأهل البلوى وأصحاب المتاعب رباطه جأشهم وحسن يقينهم . وقد جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم( إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة فلم يبلغها بعمل ابتلاه الله في جسده أو ماله أو ولده ثم صبر على ذلك حتى يبلغ المنزلة التي سبقت له من الله عز وجل }.
فكلما تكاثرت المصائب إشارة إلى ما يرشح له المرء من خير وما يراد له من كرامه وكثيرا ما تكون الآلام طهور يسوقه الله إلى المؤمنين ليكشف لهم حقيقة الحياة الدنيا , فلا تطول خدعتهم بها أو ركونهم إليها ورب ضارة نافعة وكم محنة في طياتها منح ورحمات .
والتريث والمصابرة والانتصار خصال تتناسق مع سنن الكون القائمة وأنظمته الدائمة فلو نظرنا إلى الحياة عموما فلا ينبت الزرع ساعة البذر , ولا ينضج النبت بلا لا بد من المكث شهورا حتى يحين الحصاد المنشود .
وقد أعلمنا الله عز وجل انه خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان قادر سبحانه ان يقيم دعائم الكون بقول كن . والزمن ملابس لكل حركه وسكون في الوجود فان لم نصابر اكتوينا بنار الجزع ثم لم نغير شيئا من طبيعة الأشياء التي تسير على قدر .
والصبر أنواع
صبر على طاعة : واساسة ان أركان الإسلام اللازمة تحتاجه في القيام بها والمداومة عليها إلى تحمل ومعاناة .
قال تعالى (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) (132)طه . وعشرة المؤمنين والإبقاء على مودتهم والإغفاء عن هفواتهم خصال تعتمد على الصبر الجميل (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا )(28)الكهف والتواصي بالصبر قرين التواصي بالحق وقد اقسم الله عز وجل على ان فلاح البشر منوط ( وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) )
صبر عن المعاصي: وهو عنصر المقاومة للمغريات التي تقف في طريق الناس. والإقبال على المكارة والإدبار عن الشهوات لا يتأتي إلا لصبور . والصبر هنا هو روح العفاف الذي يحمي المؤمن من والدنايا ومكر السيئات (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) (126)الأعراف
والصبر على الآلام والمكارة : على كل ما يصيب المؤمن في نفسه أو ماله أو منزلة أو أهلة وتلك كلها أعراض متوقعه وهيهات ان تخلوا منها الحياة منها .
والصبر هو سر السعادة في الدنيا والآخرة قال رسول صلى الله عليه وسلم (عجبت لأمر المؤمن ، أمره كله له خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ، وليس هذا لأحد إلا للمؤمن )
ألا بالصبر تبلغ ما تريد ***وبالتقوى يلين لك الحديد