[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رمي قمامة المنزل في أي بيت عربي مسألة بسيطة، فكل ما يلزمك صندوق صغير في المنزل وآخر في الشارع، أما في ألمانيا فللمخلفات وضع مختلف؛ فإذا كنت في ألمانيا فاحذر أن ترمي فضلاتك في أقرب صندوق، وإلا تعرضت للحرج؛ فالألمان لا يتساهلون أبدا مع من يفرط في التعامل مع القمامة بالتصنيف المتبع للحفاظ على البيئة وجمال الشارع، ولذا ننصحك بتفحص الدليل المخصص للأجانب لتتعرف على خطوات رمي القمامة وتصنيفها؛ حيث يعتمد الأمر على نظام دقيق يصعب فهمه وتطبيقه في بداية الأمر.
وعلى الرغم من صرامة قوانين البيئة في هذا البلد فإن الوعي البيئي هو المحرك الرئيسي للمواطن هناك؛ فالألمان فخورون وشديدو التباهي بنظام إعادة تدوير المخلفات في بلدهم، فلا يخلو منزل من وجود براميل أو صناديق فصل المخلفات، ملونة بأربعة ألوان رئيسية، وهي: أصفر، وأزرق، وأخضر، وبني، إلى جانب صناديق فرعية لها لون أحمر، وأسود، ورمادي، ولكل لون دلالته.
1- الصندوق الأزرق: مخصص لإلقاء المنتجات الورقية ومنها الورق المقوى.
2- الصندوق الأصفر: وهو صندوق العبوات البلاستيكية وكل منتجات التعبئة والتغليف.
3- الصندوق الأخضر: وهو مخصص للمنتجات الزجاجية.
4- الصندوق البني: مخصص للفضلات العضوية والقابلة للتحلل، أي: بقايا الطعام.
5- أما الصناديق ذات الألوان الأحمر والأسود والرمادي: فهي مخصصة لجميع أنواع المخلفات المتبقية.
وإلى جانب الصناديق السابقة هناك صناديق أو أكياس خاصة بأنواع معينة من المخلفات مثل الأدوية، ومواد الطلاء، والبطاريات، والأجهزة المنزلية.
إلى جانب ذلك حرصت الحكومة على اتباع سياسة وضع رهن على العبوات البلاستيكية والزجاجية، وبالتالي يقوم الأفراد بإعادتها إلى السوبر ماركت لاسترداد مبلغ الرهن؛ وذلك لتشجيعهم على المشاركة في هذا المشروع القومي.
ماذا بعد؟
ويزداد أمر فرز وتصنيف الفضلات تعقيدا كلما أسهبنا في شرح نظام تدوير القمامة الألماني؛ فمثلا يتم فرز العبوات الزجاجية حسب لونها؛ فالأبيض في مكان، والبني في آخر، والأخضر في مكان ثالث، كما أنه من غير المسموح إلقاء الزجاج بعد الساعة الثامنة مساء؛ حتى لا يتسبب ذلك في إزعاج السكان، فالحفاظ على البيئة من التلوث البصري يستدعي أيضا الحفاظ عليها من التلوث السمعي.
وكما ذكرنا، فإلى جانب الصناديق الأربعة الرئيسية المتواجدة في كل منزل في ألمانيا، توجد صناديق متخصصة موزعة في أماكن مختلفة؛ ففي السوبر ماركت توجد صناديق لرمي البطاريات، وفي محلات الأجهزة الإلكترونية الدقيقة توجد صناديق للأجهزة للتخلص من الكمبيوترات والأسطوانات المدمجة، ويوجد في كل حي صندوق لإلقاء كل من الأحذية والملابس القديمة.
وللبلدية دور هام في إدارة المخلفات؛ حيث تمر عربات في يوم محدد لنقل الإلكترونيات التي تحوي مواد خطيرة (سامة أو مشعة) من أمام المنازل، ويجري تطبيق ذات الأمر على الأثاث، وفي المدن الصغيرة يتصل الناس بالبلدية ليحددوا هذا اليوم، أما المدن الكبيرة فيتم توزيع كتيبات على كل أسرة تحوي مواعيد مرور العربات.
أما الاحتمال الأخير فهو أن تكون الأشياء في حالة جيدة ويمكن أن ينتفع الغير منها، وهنا تترك الأشياء على الرصيف لمدة يوم كامل يتم الاتفاق عليه بين السكان؛ لتتاح الفرصة لمن يرغب في الاستفادة منها وشراء هذه الأشياء بسعر رمزي، وفي الواقع هناك العديد من الناس الذين يقومون بفرش منزلهم بالكامل من هذا الأثاث المستعمل، بل قد تجد أجهزة كهربائية عيبها الوحيد ظهور ما هو أحدث منها.
حتى السياسة خضراء
ويتجلى الإدراك الألماني لأهمية البيئة فيما تتبعه الدولة من أساليب توعية للشعب؛ وهو ما أثمر بجعل حماية البيئة بالنسبة للألمان أمرا لا يمكن الاستغناء عنه، فهم من أكثر شعوب العالم وعيا بالبيئة وسبل توفير الطاقة، وسياسات الاقتصاد في استخدام الماء والكهرباء والمصادر الحيوية والتدفئة، ويتم تدريس مبادئ فصل القمامة وإعادة تدويرها لطلبة الابتدائي بالمدارس الألمانية؛ وهو ما يؤكد أهمية ذلك في نظرهم.
كما تقوم الحكومة بعمل حملات لنشر الوعي في المدن المختلفة، مثل الحملات التي تقام كل عام وتدعو لتوفير غاز السيارات وحماية البيئة، وتطلب من الناس عدم قيادة سياراتهم لمدة يوم واستخدام الدراجة أو الأتوبيس، ويطلق عليه: "يوم عدم قيادة السيارة.. مساهمة منك في حماية البيئة".
وعلى صعيد الساسة، تعتبر ألمانيا أول دولة يفوز بها حزب "الخضر" بأغلبية برلمانية وهو المعروف بارتكازه على سياسات صديقة للبيئة.
ولعملية إعادة التدوير بُعد اقتصادي هام؛ حيث توفر على المدى البعيد المال، وتحافظ على المواد الخام، كما تساعد على حماية البيئة من التلوث.
فالفرد في ألمانيا ينتج في المتوسط عشرة كيلوجرامات من الفضلات يوميا، كما يستهلك ما يزيد على 600 لتر من المياه، وإذا تم التخلص من كل هذه النفايات بالطريقة المعتادة، وهي حرقها فسيلوث الجو، كما ستهدر طاقة كبيرة من أجل حرق هذه النفايات، فإما أن تصرف الدولة الملايين للتخلص من هذه الفضلات، أو تستثمرها وتعيد تصنيعها، وبالفعل اختارت ألمانيا الحل الثاني، والذي يوفر لها سنويا المليارات، وعلى هذا النحو أنشأت صناعة كاملة معتمدة على إعادة تصنيع النفايات، ويتطلب هذا الأمر أن تصنع العبوات والمنتجات منذ البداية بطريقة تسمح بإعادة تصنيعها، وهذه العبوات تحمل علامة خضراء مميزة، ولكن هذا المشروع لا يمكن إتمامه بدون مشاركة كل فرد في المجتمع.
وكأجنبية في ألمانيا أرغب بشدة في زمن العولمة أن تنتقل هذه النماذج إلى عالمنا العربي، خاصة أن حماية البيئة في الدول الفقيرة موضوع ليس له أي ذكر أو أهمية؛ حيث يعد نوعا من الترف الذي تختص به الدول الصناعية فقط، فالذين يحاربون للبقاء على قيد الحياة لديهم مشاكل أخرى.
رمي قمامة المنزل في أي بيت عربي مسألة بسيطة، فكل ما يلزمك صندوق صغير في المنزل وآخر في الشارع، أما في ألمانيا فللمخلفات وضع مختلف؛ فإذا كنت في ألمانيا فاحذر أن ترمي فضلاتك في أقرب صندوق، وإلا تعرضت للحرج؛ فالألمان لا يتساهلون أبدا مع من يفرط في التعامل مع القمامة بالتصنيف المتبع للحفاظ على البيئة وجمال الشارع، ولذا ننصحك بتفحص الدليل المخصص للأجانب لتتعرف على خطوات رمي القمامة وتصنيفها؛ حيث يعتمد الأمر على نظام دقيق يصعب فهمه وتطبيقه في بداية الأمر.
وعلى الرغم من صرامة قوانين البيئة في هذا البلد فإن الوعي البيئي هو المحرك الرئيسي للمواطن هناك؛ فالألمان فخورون وشديدو التباهي بنظام إعادة تدوير المخلفات في بلدهم، فلا يخلو منزل من وجود براميل أو صناديق فصل المخلفات، ملونة بأربعة ألوان رئيسية، وهي: أصفر، وأزرق، وأخضر، وبني، إلى جانب صناديق فرعية لها لون أحمر، وأسود، ورمادي، ولكل لون دلالته.
1- الصندوق الأزرق: مخصص لإلقاء المنتجات الورقية ومنها الورق المقوى.
2- الصندوق الأصفر: وهو صندوق العبوات البلاستيكية وكل منتجات التعبئة والتغليف.
3- الصندوق الأخضر: وهو مخصص للمنتجات الزجاجية.
4- الصندوق البني: مخصص للفضلات العضوية والقابلة للتحلل، أي: بقايا الطعام.
5- أما الصناديق ذات الألوان الأحمر والأسود والرمادي: فهي مخصصة لجميع أنواع المخلفات المتبقية.
وإلى جانب الصناديق السابقة هناك صناديق أو أكياس خاصة بأنواع معينة من المخلفات مثل الأدوية، ومواد الطلاء، والبطاريات، والأجهزة المنزلية.
إلى جانب ذلك حرصت الحكومة على اتباع سياسة وضع رهن على العبوات البلاستيكية والزجاجية، وبالتالي يقوم الأفراد بإعادتها إلى السوبر ماركت لاسترداد مبلغ الرهن؛ وذلك لتشجيعهم على المشاركة في هذا المشروع القومي.
ماذا بعد؟
ويزداد أمر فرز وتصنيف الفضلات تعقيدا كلما أسهبنا في شرح نظام تدوير القمامة الألماني؛ فمثلا يتم فرز العبوات الزجاجية حسب لونها؛ فالأبيض في مكان، والبني في آخر، والأخضر في مكان ثالث، كما أنه من غير المسموح إلقاء الزجاج بعد الساعة الثامنة مساء؛ حتى لا يتسبب ذلك في إزعاج السكان، فالحفاظ على البيئة من التلوث البصري يستدعي أيضا الحفاظ عليها من التلوث السمعي.
وكما ذكرنا، فإلى جانب الصناديق الأربعة الرئيسية المتواجدة في كل منزل في ألمانيا، توجد صناديق متخصصة موزعة في أماكن مختلفة؛ ففي السوبر ماركت توجد صناديق لرمي البطاريات، وفي محلات الأجهزة الإلكترونية الدقيقة توجد صناديق للأجهزة للتخلص من الكمبيوترات والأسطوانات المدمجة، ويوجد في كل حي صندوق لإلقاء كل من الأحذية والملابس القديمة.
وللبلدية دور هام في إدارة المخلفات؛ حيث تمر عربات في يوم محدد لنقل الإلكترونيات التي تحوي مواد خطيرة (سامة أو مشعة) من أمام المنازل، ويجري تطبيق ذات الأمر على الأثاث، وفي المدن الصغيرة يتصل الناس بالبلدية ليحددوا هذا اليوم، أما المدن الكبيرة فيتم توزيع كتيبات على كل أسرة تحوي مواعيد مرور العربات.
أما الاحتمال الأخير فهو أن تكون الأشياء في حالة جيدة ويمكن أن ينتفع الغير منها، وهنا تترك الأشياء على الرصيف لمدة يوم كامل يتم الاتفاق عليه بين السكان؛ لتتاح الفرصة لمن يرغب في الاستفادة منها وشراء هذه الأشياء بسعر رمزي، وفي الواقع هناك العديد من الناس الذين يقومون بفرش منزلهم بالكامل من هذا الأثاث المستعمل، بل قد تجد أجهزة كهربائية عيبها الوحيد ظهور ما هو أحدث منها.
حتى السياسة خضراء
ويتجلى الإدراك الألماني لأهمية البيئة فيما تتبعه الدولة من أساليب توعية للشعب؛ وهو ما أثمر بجعل حماية البيئة بالنسبة للألمان أمرا لا يمكن الاستغناء عنه، فهم من أكثر شعوب العالم وعيا بالبيئة وسبل توفير الطاقة، وسياسات الاقتصاد في استخدام الماء والكهرباء والمصادر الحيوية والتدفئة، ويتم تدريس مبادئ فصل القمامة وإعادة تدويرها لطلبة الابتدائي بالمدارس الألمانية؛ وهو ما يؤكد أهمية ذلك في نظرهم.
كما تقوم الحكومة بعمل حملات لنشر الوعي في المدن المختلفة، مثل الحملات التي تقام كل عام وتدعو لتوفير غاز السيارات وحماية البيئة، وتطلب من الناس عدم قيادة سياراتهم لمدة يوم واستخدام الدراجة أو الأتوبيس، ويطلق عليه: "يوم عدم قيادة السيارة.. مساهمة منك في حماية البيئة".
وعلى صعيد الساسة، تعتبر ألمانيا أول دولة يفوز بها حزب "الخضر" بأغلبية برلمانية وهو المعروف بارتكازه على سياسات صديقة للبيئة.
ولعملية إعادة التدوير بُعد اقتصادي هام؛ حيث توفر على المدى البعيد المال، وتحافظ على المواد الخام، كما تساعد على حماية البيئة من التلوث.
فالفرد في ألمانيا ينتج في المتوسط عشرة كيلوجرامات من الفضلات يوميا، كما يستهلك ما يزيد على 600 لتر من المياه، وإذا تم التخلص من كل هذه النفايات بالطريقة المعتادة، وهي حرقها فسيلوث الجو، كما ستهدر طاقة كبيرة من أجل حرق هذه النفايات، فإما أن تصرف الدولة الملايين للتخلص من هذه الفضلات، أو تستثمرها وتعيد تصنيعها، وبالفعل اختارت ألمانيا الحل الثاني، والذي يوفر لها سنويا المليارات، وعلى هذا النحو أنشأت صناعة كاملة معتمدة على إعادة تصنيع النفايات، ويتطلب هذا الأمر أن تصنع العبوات والمنتجات منذ البداية بطريقة تسمح بإعادة تصنيعها، وهذه العبوات تحمل علامة خضراء مميزة، ولكن هذا المشروع لا يمكن إتمامه بدون مشاركة كل فرد في المجتمع.
وكأجنبية في ألمانيا أرغب بشدة في زمن العولمة أن تنتقل هذه النماذج إلى عالمنا العربي، خاصة أن حماية البيئة في الدول الفقيرة موضوع ليس له أي ذكر أو أهمية؛ حيث يعد نوعا من الترف الذي تختص به الدول الصناعية فقط، فالذين يحاربون للبقاء على قيد الحياة لديهم مشاكل أخرى.