[b]صباااحكم\مساااكم ورد
الغلاف الجوي المحيط بالأرض هو وسيلة لعكس أمواج الاتصالات. إن الوسيلة التي يتم بها نقل أمواج الاتصالات من منطقة ما لأخرى على سطح الأرض هي بث هذه الأمواج باتجاه الأعلى لتصطدم بالغلاف الجوي ثم تنعكس ذاهبة لمنطقة ثانية على سطح الأرض.
حتى إنه يمكن بث أمواج من منطقة ما إلى أي منطقة على سطح الأرض على الرغم من كروية الأرض، وذلك بالاستفادة من ميزة الانعكاس عن الغلاف الجوي. إذن هنالك رجوع للأمواج يسببها الغلاف الجوي المحيط بنا. هذه الظاهرة لا تخص الغلاف الجوي فقط، بل هي مميزة للسماء والكون.
ونحن اليوم نعلم بأن العلماء يرسلون الرسائل إلى المراكب الفضائية السابحة في الفضاء ويتلقون الصور المباشرة من هذه المراكب. فالباحث في مختبره يتحكم بالمركبة الفضائية بواسطة الاتصالات اللاسلكية وترجع إليه المعلومات المطلوبة من صور وغير ذلك من قياسات تقوم بها هذه المراكب.
خاصيـة الرجـوع هذه (رجوع الأمواج الكهرطيسية وغيرها) تحدث عنها القرآن في قول الله تعالى: (والسماء ذات الرَّجعْ) [الطارق: 11]. إن دلالات الآية لا تتوقف عند هذا المعنى بل هنالك آفاق كثيرة للرجع في السماء. فهنالك أمواج راديوية تسبح في الفضاء وهي من بقايا الانفجار الكبير، وأشعة كونية كذلك.
في طبقات الغلاف الجوي نجد لكل طبقة وظيفة انعكاسية:
فالطبقة الأولى ترد إلينا بخار الماء على شكل أمطار. وتعكس إلينا الحرارة وتحافظ على نسبة درجات الحرارة في الليل أثناء غياب الشمس.
أما الطبقات التالية فتعكس الأمواج اللاسلكية الصادرة عن الأرض وتردها ثانية إلى الأرض ولولا هذه الميزة لما كان هنالك اتصالات لا سلكية – طويلة أو بعيدة.
: كما أنه يحيط بالكرة الأرضية أحزمة من المجالات المغنطيسية تشكل درعاً يقي ويحفظ الأرض من الأشعة الكونية الخطيرة.
. |
وهكذا يظهر الإعجاز في آية واحدة أقسم الله فيها بالسماء وميزتها التي أودعها الله فيها وهي (الرجع) والرد والانعكاس: (والسماء ذات الرجع). وهنا نتساءل لو كان القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم، فمن الذي أخبره بهذه الميزة للسماء والتي لم تكتشف إلا في القرن العشرين؟
ـــــــــــــ