سبحان الله
كم يقف الذهن ذاهلاً عندما يتأمل فيها
وكم تَحـار فيها العقول
بل كم من ذوي الألباب وقفوا مشدوهين تجاهها
فلا يملك العبد إلا أن يوحّـد ربّـه معلنا توحيده
ولا يملك إلا أن يقول : سبحان الله !
إنها
العناية
وأي عناية ؟
أنها العناية الربانية
وإذا العناية لاحظتك عيونها *** نَـمْ فالحوادث كلّهن أمان
عندما تكون في عين الله فمكر أعدائك لك
وكيدهم في صالحك
فلا تهتم ولا تحزن
تأمل – رعاك الله -
في أحوال بعض أنبياء الله ورسله
هذا نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام يولد في زمان يُذبح فيه الأطفال كذبح الخِراف
فتخاف عليه أمه حتى كاد قلبها يطير
فتؤمر أن تُلقيه ! وأين ؟
في البحر !
سبحان الله ! أتلقي بوليدها وفلذة كبدها في بحر متلاطم ؟
نعم .. وسيكون له من البحر شأن !
ولسان الحال يقول : ألقيه ، ونحن نرعاه .
فتُلقيه ويكاد قلبها يخرج من بين أضلاعها فيتبعه .
وهنا تظهر العناية الربانية فيحمله الموج – وأنّى له أن يتأخر – يحمل موسى إلى قصر عدوّه !
فتبدو العناية الربانية بعطف قلب امرأة فرعون عليه ، وبحنوّها عليه
فتتوسل ( لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا )
ثم تبدو العناية أكثر أن يعود إلى حضن أمه ، فترضع أبنها مقابل أجرة !
ويعيش موسى في قصر فرعون تحرسه عين الله !
نـمْ فالحوادث كلهن أمان !
وذاك نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام
يتكرر معه موقف الكيد والمكر
فتكون عناية الله هي التي ترعاه
يُخرج من البئر ويُحمل إلى مصر
ثم تتكرر المقولة : ( أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا )
يوم قال عزيز مصر لامرأته : ( أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا )
وهكذا يعيش في قصر بدلاً من جُـبّ ضيق
ويُكاد مرة أخرى ، ويُتّـهم في عِرضه ، ويُسجن ، ثم يُظهر الله براءته
ويُمكن له في الأرض ويعيش عزيزاً مكرماً
نـمْ فالحوادث كلهن أمان !
وهذه مريم تبتعد عن أهلها فيأتيها الطّلق ويأخذها الكرب
فلا تدري أتحمل هـمّ الولادة أم هـمّ الوليد أم هـمّ ما سيُقال عنها ؟
غير أن العناية الربانية لاحظتها
فيأتيها النداء مِن تحتها
( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا )
والمعجزة هنا – كما يقول جمع من المفسّرين – أنه جذع يابس لترى من خلاله إحياء المَوات !
تمر يتوفّـر في غير زمانه
بل ويُنشأ من جذع يابس
ويُجرى من تحتها نهـر
ويُفرّج عنها الهـمّ فإذا سُئلت فقد كُفيت الجواب بمجرّد إشارة !
فأي عناية تلك ؟
إنها عناية أرحم الراحمين ، وأحكم الحاكمين .
نـمْ فالحوادث كلهن أمان !
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
كم يقف الذهن ذاهلاً عندما يتأمل فيها
وكم تَحـار فيها العقول
بل كم من ذوي الألباب وقفوا مشدوهين تجاهها
فلا يملك العبد إلا أن يوحّـد ربّـه معلنا توحيده
ولا يملك إلا أن يقول : سبحان الله !
إنها
العناية
وأي عناية ؟
أنها العناية الربانية
وإذا العناية لاحظتك عيونها *** نَـمْ فالحوادث كلّهن أمان
عندما تكون في عين الله فمكر أعدائك لك
وكيدهم في صالحك
فلا تهتم ولا تحزن
تأمل – رعاك الله -
في أحوال بعض أنبياء الله ورسله
هذا نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام يولد في زمان يُذبح فيه الأطفال كذبح الخِراف
فتخاف عليه أمه حتى كاد قلبها يطير
فتؤمر أن تُلقيه ! وأين ؟
في البحر !
سبحان الله ! أتلقي بوليدها وفلذة كبدها في بحر متلاطم ؟
نعم .. وسيكون له من البحر شأن !
ولسان الحال يقول : ألقيه ، ونحن نرعاه .
فتُلقيه ويكاد قلبها يخرج من بين أضلاعها فيتبعه .
وهنا تظهر العناية الربانية فيحمله الموج – وأنّى له أن يتأخر – يحمل موسى إلى قصر عدوّه !
فتبدو العناية الربانية بعطف قلب امرأة فرعون عليه ، وبحنوّها عليه
فتتوسل ( لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا )
ثم تبدو العناية أكثر أن يعود إلى حضن أمه ، فترضع أبنها مقابل أجرة !
ويعيش موسى في قصر فرعون تحرسه عين الله !
نـمْ فالحوادث كلهن أمان !
وذاك نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام
يتكرر معه موقف الكيد والمكر
فتكون عناية الله هي التي ترعاه
يُخرج من البئر ويُحمل إلى مصر
ثم تتكرر المقولة : ( أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا )
يوم قال عزيز مصر لامرأته : ( أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا )
وهكذا يعيش في قصر بدلاً من جُـبّ ضيق
ويُكاد مرة أخرى ، ويُتّـهم في عِرضه ، ويُسجن ، ثم يُظهر الله براءته
ويُمكن له في الأرض ويعيش عزيزاً مكرماً
نـمْ فالحوادث كلهن أمان !
وهذه مريم تبتعد عن أهلها فيأتيها الطّلق ويأخذها الكرب
فلا تدري أتحمل هـمّ الولادة أم هـمّ الوليد أم هـمّ ما سيُقال عنها ؟
غير أن العناية الربانية لاحظتها
فيأتيها النداء مِن تحتها
( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا )
والمعجزة هنا – كما يقول جمع من المفسّرين – أنه جذع يابس لترى من خلاله إحياء المَوات !
تمر يتوفّـر في غير زمانه
بل ويُنشأ من جذع يابس
ويُجرى من تحتها نهـر
ويُفرّج عنها الهـمّ فإذا سُئلت فقد كُفيت الجواب بمجرّد إشارة !
فأي عناية تلك ؟
إنها عناية أرحم الراحمين ، وأحكم الحاكمين .
نـمْ فالحوادث كلهن أمان !
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم