نهر الجنون
ـــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــ
يحكى إن طاعون الجنون نزل في نهر يسري في مدينة ..فصار الناس كلما
شرب منهم أحد من النهر يصاب بالجنون ...
وكان المجانين يجتمعون ويتحدثون بلغة لا يفهمها العقلاء واجه الملك
الطاعون وحارب الجنون ..
حتى إذا ما أتى صباح يوم استيقظ الملك وإذا الملكة قد جنت .. وصارت
الملكة تجتمع مع ثلة من المجانين تشتكي من جنون الملك !!
نادى الملك بالوزير : يا وزير الملكة جنت أين كان الحرس
الوزير : قد جن الحرس يا مولاي
الملك : إذن اطلب الطبيب فورا
الوزير : قد جن الطبيب يا مولاي
الملك : ما هذا المصاب ، من بقي في هذه المدينة لم يجن ؟
رد الوزير : للأسف يا مولاي لم يبق في هذه المدينة من لم يجن سوى
أنت وأنا .
الملك : يا الله أأحكم مدينة من المجانين!!
الوزير : عذرا يا مولاي ، فإن المجانين يدعون أنهم هم العقلاء
ولا يوجد في هذه المدينة مجنون سوى أنت وأنا !
الملك : ما هذا الهراء ! هم من شرب من النهر وبالتالي هم من أصابهم
الجنون ! الوزير : الحقيقة يا مولاي أنهم يقولون إنهم شربوا من النهر
لكي يتجنبوا الجنون ، لذا فإننا مجنونان لأننا لم نشرب
. ما نحن يا مولاي إلا حبتا رمل الآن .. هم الأغلبية ..
هم من يملكون الحق والعدل والفضيلة ... هم الآن
من يضعون الحد الفاصل بين العقل والجنون ..
هنا قال الملك : يا وزير أغدق علي بكأس من نهر الجنون
إن الجنون أن تظل عاقلا في دنيا المجانين.
هنا وقف الوزير بعدما جن الملك واتهمه مباشرة بالجنون ..
وقف يفكر بامره
ماذا يختار ؟؟ الجنون ليحيا بهدوء ؟؟ ام العقل ليحيا بكرامة ؟؟
والآن .. لو كنتم فى مكان هذا الوزير هل ستشربون من النهر ؟
ام لا ؟ ولماذا؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وما رأيكم فى مقولة الملك ( الجنون أن تظل عاقلاً فى دنيا المجانين ) ؟
وهل هو قالها اقتناعاً بها أم من أجل الحفاظ على عرشه وسلطانه حتى لو
تحول إلى مجنون يحكم شعب من المجانين ؟؟؟
يبقى سؤال أخير ..
هل يمكن أن نُسقط تلك القصة على ما يحدث فى عالمنا العربى الان ..
بمعنى هل سكوت الشعوب وخضوعها كان يُعتبر فى منطق الحكام
ووزرائهم قمة العقل .. بينما ثورتهم على الظلم ورفضهم له وانتفاضتهم
..يعتبر من وجهة نظرهم قمة الجنون ؟؟؟
بمعنى أخر ..هل يمكن تسمية هذا النهر .. بنهر العقل والثورة
بدلاً من نهر الجنون .. وذلك من منظور أخر ؟؟
فى انتظار ارائكم القيمة .