طربتَ وأنت أحيـاناً طروبُ
فكيف وقد تعَلَّاك المشيبُ
يجدّد النأيُ ذكـرَك في فؤادي
إذا ذَهِلَت عن النّأْي القلوبُ
يُؤَرقُني اكتئابُ أبي نُمَيْرٍ
فقلبـي من كآبتِهِ كئيبُ
فقلتُ له : هداك اللهُ مهلاً
وخير القول ذو اللبّ المصيبُ
عسى الكربُ الذي أمسيْتَ فيهِ
يكونُ وراءَه فرجٌ قريبُ
فيأمنَ خائفٌ ويُفكَّ عانٍ
ويأتـي أهلَه النائي الغريبُ
ألا ليـت الرياحَ مُسخَّراتٍ
بحاجتنا تُبـاكرُ أو تـؤوبُ
فتخبرَنا الشمالُ إذا أتتنا
وتخبرَ أهلَنا عنا الجنوبُ
فإنا قد حلَلْنا دارَ بلوى
فتخطئُنا المنايـا أو تصيبُ
فإن يك صدرُ هذا اليـومِ ولّى
فإن غـداً لناظـرِهِ قريبُ
وقد علمت سُلَيْمى أنّ عودي
على الحَدَثانِ ذو أيدٍ صليبُ
وأن خليقتـي كرمٌ وأني
إذا أبدت نواجـذَها الحروبُ
أعينُ علـى مكارمها وأغشى
مكارهَـَها إذا كَسَعَ الهَيُوبُ
وقد أبقى الحوادثُ منك رُكْنًا
صليباً مـا تؤيسه الخطوبُ
معـي أن المنيةَ قد توافي
لوقـت والنوائبُ قـد تنوبُ
هذه إحدى قصائد هدبة يخاطب بها ابن عم له
كان نزيلاً معه في سجنه الذي طال سنوات والذي كانت لهدبة فيه قصائد تضجّ بالنوازع الإنسانية
من شعره ....فإن يك صدرُ هذا اليـومِ ولّى فإن غـداً لناظـرِهِ قريبُ
هدبة بن خشرم بن كرز، العذري , من قبيلة عذرة. وهو من الشعراء الذين قتلهم شعرهم ......
جرت منافرة بينه وبين زيادة بن زيد الحارثي في طريقهما من الشام إلى الحجاز، حيث شبّب كلُّ واحد منهما بأخت صاحبه على سبيل المزاح أو النّكاية. ثم استطال الشرُّ فشجّ زيادة والد هدبة.
فلما كان الليل بيّت هدبة زيادة فقتله. فرُفع أمره إلى معاوية، فضنّ بهدبة، وعرض على عبد الرحمن أخي زيادة الدّية فأبى إلا القَوَد. فسأل معاوية عن زيادة (المقتول) أله ولد ؟ فقيل نعم. فقال أصغير أم كبير. قالوا صغير. فقال معاوية يحبس هدبة فحبس في سجن المدينة إلى أن يبلغ ولد زيادة. فحبس حتى بلغ الولد، ثم عرض عليه الدية فأبى إلا القَوَد ..
والقصة تقول ...... نزل زيادة يسوق بأصحابه، فرجز فقال:
عُوجِي عَلَيْنا وارْبَعي يا فاطِمَا ... ما دُونَ أَنْ يُرَى البَعِيرُ قائِمَا
أَلا تَرَيْنَ الدَّمْعَ مِني ساجِمَا ... حِذارَ دارٍ مِنْكِ أَنْ تُلائِمَا
وكان لهدبة أخت يقال لها فاطمة، فظن أنه شبب بها، فنزل هدبة فساق بالقوم، ورجز بأخت زيادة، وكان يقال لها أم القاسم، فقال:
مَتَى تَظُنُّ القُلُصَ الرَّوَاسِمَا ... يَبْلُغْنَ أُمَّ قاسِمٍ وقَاسِمَا
خَوْداً كأَنَّ البَوصَ والمَآكِمَا ... منها نَقاً مُخَالِطٌ صَرَائِمَا
واللهِ لا يَشْفِي الفُؤَادَ الهَائِمَا ... تَمْسَاحُكَ اللَّبَّاتِ والمَعَاصِمَا
ولا الِّلمَامُ دُونَ أَنْ تُلازِمَا ... ولا الِّلزَامُ دُونَ أَنْ تُفَاقِمَا
فتشاتما، فلما وصلا إلى ديارهما جمع زيادة رهطاً من أهل بيته، فبيت هدبة، فضربه على ساعده، وشج أباه خشرما، وقال زيادة في ذلك:
شَجَجْنا خَشْرَماً في الرَّأسِ عَشْراً ... وَوَقَّفْنا هُدَيْبَةَ إِذْ هَجَانا
وقفنا من التوقيف في اليدين والرجلين، وهو سواد وبياض يكون فيهما.
تَرَكْنا بالعُوَيْنِدِ من حُسَيْنٍ ... نِسَاءً يَلْتَقِطْنَ به الجُمَانا
فقال هدبة:
فإِنَّ الدَّهْرَ مُؤْتَنِفٌ جَدِيدٌ ... وشَرُّ الخَيْلِ أَقْصَرُها عِنَانَا
وشرُّ الناس كلُّ فَتىً إِذا ما ... مَرَتْهُ الحَرْبُ بَعْدَ العَصْب لانَا
فلم يزل هدبة يطلب غرة من زيادة، حتى أصابها، فبيته فقتله، وتنحى مخافة السلطان، وعلى المدينة، فلما بلغ ذلك هدبة أقبل حتى أمكن من نفسه، وتخلص عمه وأهله، فلم يزل محبوساً حتى شخص عبد الرحمن بن يزيد، أخو زيادة، إلى معاوية، وأورد كتابه، على سعيد بن العاص بأن يقيد منه إذا قامت البينة عليه، فسأله سعيد البينة فأقامها فمشت عذرة إلى عبد الرحمن، وسألوه قبول الدية، فامتنع من ذلك، وقال:
أَنَخْتُمْ عَلَيْنَا كَلْكَلَ الحَرْبِ مَرَّةًفَنَحْنُ مُنِيخُوها عَلَيْكُمْ بكَلْكَلِ
فلا يَدْعُنِي قَوْمِي لزَيْدِ بن مالِكٍ ... لَئِنْ لَمْ أُعَجِّلْ ضَرْبَةً أَو أُعَجَّل
وسأله سعيد أن يقبل الدية منه، وقال أعطيك مائة ناقة حمراء ليس فيها جداء، ولا ذات داءٍ، والله لو نقيت لي مجلسك هذا ثم ملأته ذهباً ما رضيت به من هذا، وقال:
تَعَزَّى عن زيادَةَ كُلُّ مَوْلَى ... خَلِيٍّ لا تَأوَّبُهُ الهُمُومُ
وكَيْفَ تَجَلُّدُ الأَدْنَيْنَ عنه ... ولم يُقْتَلْ به الثَّأْرُ المُنيمُ
ولَوْ كُنْتَ المُصَابَ وكان حَيّاً ... لَشَمَّرَ لا أَلَفُّ ولا سَؤُّومُ
ولا هَيَّابَةٌ باللَّيْلِ نِكْسٌ ... ولا وَرَعٌ إِذا يُلْقَي جَثُومُ
فدفعه سعيد إليه موثقاً في الحديد، فقال هدبة:
إِن تَقْتُلُوني في الحَدِيدِ فإِنَّني ... قَتَلْتُ أَخاكُمْ مُطْلَقاً غَيْرَ مُوثَق
فقال عبد الرحمن بن زيد لا والله لا قتلته إلا مطلقاً، فأطلق، فقتله وكان هدبة قال لهم تفقدوني إذا ضربت عنقي، فإني سأقبض يدي وأبسطها، فتفقدوه فرأوه قد فعل ذلك.
ويقال إن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت اعترضه وهو يرفل إلى الموت، فقال ما هذا يا هدب؟ قال لا آتي الموت إلا شدا! قال أنشدني، قال على هذا من الحال؟! قال نعم، فأنشده:
ولا أَتَمَنَّى الشَّرَّ والشَّرُّ تارِكِي ... ولكِنْ مَتَى أُحْمَلْ على الشَّرِّ أَرْكَبِ
ولَسْت بمِفْرَاحٍ إِذا الدَّهْرُ سرَّني ... ولا جازِعٍ من صَرْفِهِ المُتَقَلِّبِ
وحَرَّبَني مَوْلايَ حَتَّى غَشِيتُهُ ... مَتَى ما يُحَرِّبْكَ ابنُ عَمِّك تَحْرَبِ
أخذه من تأبط شراً:
ولَسْتُ بمِفْراحٍ إِذا الدَّهْرُ سَرَّني ... ولا جازِعٍ من صَرْفِهِ المُتَحَوِّلِ
وهدبة هو القائل:
فلا تَنْكَحِي إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَناأَغَمَّ القَفَا والوَجْهِ لَيْسَ بأَنْزَعَا
ضَرُوباً بلَحْيَيْه على عَظْمِ زَوْرِهِ ... إِذا القَوْمُ هَشُّوا للفَعالِ تَقَنَّعَا
وزيادة هو القائل:
ولا تَيأَسنَّ الدَّهْرَ من حُبِّ كاشِحٍ ... ولا تَأْمَنَنَّ الدَّهْرَ صُرْمَ حَبيبِ
ولَيْسَ بَعِيداً كُلُّ آتٍ فواقِعٌ ... ولا ما مَضَى من مُفْرِحٍ بقَريب
وكُلُّ الذي يَأْتي فأَنْتَ نَسِيبُهُ ... ولَسْتَ لَشيْءٍ قد مَضَى بنَسِيبِ
لَعَمْرِيَ ما شَتْمِي لكم إِنْ شَتَمْتُكُمْ ... بِسِرٍّ ولا مَشْيِي لَكُمْ بدَبِيبِ
ولا وَدُّكُمْ عِنْدِي بعِلْقِ مَضَنَّةٍ ... ولا قَذْعُكُمْ عِنْدِي بِجدِّ مَهيب
إِذا ما تَقَسَّمْتُمْ تُراثَ أَبيكُمُ ... فلا تَقْرَبُوني قد شَفَهْتُ نَصِيبي
فكيف وقد تعَلَّاك المشيبُ
يجدّد النأيُ ذكـرَك في فؤادي
إذا ذَهِلَت عن النّأْي القلوبُ
يُؤَرقُني اكتئابُ أبي نُمَيْرٍ
فقلبـي من كآبتِهِ كئيبُ
فقلتُ له : هداك اللهُ مهلاً
وخير القول ذو اللبّ المصيبُ
عسى الكربُ الذي أمسيْتَ فيهِ
يكونُ وراءَه فرجٌ قريبُ
فيأمنَ خائفٌ ويُفكَّ عانٍ
ويأتـي أهلَه النائي الغريبُ
ألا ليـت الرياحَ مُسخَّراتٍ
بحاجتنا تُبـاكرُ أو تـؤوبُ
فتخبرَنا الشمالُ إذا أتتنا
وتخبرَ أهلَنا عنا الجنوبُ
فإنا قد حلَلْنا دارَ بلوى
فتخطئُنا المنايـا أو تصيبُ
فإن يك صدرُ هذا اليـومِ ولّى
فإن غـداً لناظـرِهِ قريبُ
وقد علمت سُلَيْمى أنّ عودي
على الحَدَثانِ ذو أيدٍ صليبُ
وأن خليقتـي كرمٌ وأني
إذا أبدت نواجـذَها الحروبُ
أعينُ علـى مكارمها وأغشى
مكارهَـَها إذا كَسَعَ الهَيُوبُ
وقد أبقى الحوادثُ منك رُكْنًا
صليباً مـا تؤيسه الخطوبُ
معـي أن المنيةَ قد توافي
لوقـت والنوائبُ قـد تنوبُ
هذه إحدى قصائد هدبة يخاطب بها ابن عم له
كان نزيلاً معه في سجنه الذي طال سنوات والذي كانت لهدبة فيه قصائد تضجّ بالنوازع الإنسانية
من شعره ....فإن يك صدرُ هذا اليـومِ ولّى فإن غـداً لناظـرِهِ قريبُ
هدبة بن خشرم بن كرز، العذري , من قبيلة عذرة. وهو من الشعراء الذين قتلهم شعرهم ......
جرت منافرة بينه وبين زيادة بن زيد الحارثي في طريقهما من الشام إلى الحجاز، حيث شبّب كلُّ واحد منهما بأخت صاحبه على سبيل المزاح أو النّكاية. ثم استطال الشرُّ فشجّ زيادة والد هدبة.
فلما كان الليل بيّت هدبة زيادة فقتله. فرُفع أمره إلى معاوية، فضنّ بهدبة، وعرض على عبد الرحمن أخي زيادة الدّية فأبى إلا القَوَد. فسأل معاوية عن زيادة (المقتول) أله ولد ؟ فقيل نعم. فقال أصغير أم كبير. قالوا صغير. فقال معاوية يحبس هدبة فحبس في سجن المدينة إلى أن يبلغ ولد زيادة. فحبس حتى بلغ الولد، ثم عرض عليه الدية فأبى إلا القَوَد ..
والقصة تقول ...... نزل زيادة يسوق بأصحابه، فرجز فقال:
عُوجِي عَلَيْنا وارْبَعي يا فاطِمَا ... ما دُونَ أَنْ يُرَى البَعِيرُ قائِمَا
أَلا تَرَيْنَ الدَّمْعَ مِني ساجِمَا ... حِذارَ دارٍ مِنْكِ أَنْ تُلائِمَا
وكان لهدبة أخت يقال لها فاطمة، فظن أنه شبب بها، فنزل هدبة فساق بالقوم، ورجز بأخت زيادة، وكان يقال لها أم القاسم، فقال:
مَتَى تَظُنُّ القُلُصَ الرَّوَاسِمَا ... يَبْلُغْنَ أُمَّ قاسِمٍ وقَاسِمَا
خَوْداً كأَنَّ البَوصَ والمَآكِمَا ... منها نَقاً مُخَالِطٌ صَرَائِمَا
واللهِ لا يَشْفِي الفُؤَادَ الهَائِمَا ... تَمْسَاحُكَ اللَّبَّاتِ والمَعَاصِمَا
ولا الِّلمَامُ دُونَ أَنْ تُلازِمَا ... ولا الِّلزَامُ دُونَ أَنْ تُفَاقِمَا
فتشاتما، فلما وصلا إلى ديارهما جمع زيادة رهطاً من أهل بيته، فبيت هدبة، فضربه على ساعده، وشج أباه خشرما، وقال زيادة في ذلك:
شَجَجْنا خَشْرَماً في الرَّأسِ عَشْراً ... وَوَقَّفْنا هُدَيْبَةَ إِذْ هَجَانا
وقفنا من التوقيف في اليدين والرجلين، وهو سواد وبياض يكون فيهما.
تَرَكْنا بالعُوَيْنِدِ من حُسَيْنٍ ... نِسَاءً يَلْتَقِطْنَ به الجُمَانا
فقال هدبة:
فإِنَّ الدَّهْرَ مُؤْتَنِفٌ جَدِيدٌ ... وشَرُّ الخَيْلِ أَقْصَرُها عِنَانَا
وشرُّ الناس كلُّ فَتىً إِذا ما ... مَرَتْهُ الحَرْبُ بَعْدَ العَصْب لانَا
فلم يزل هدبة يطلب غرة من زيادة، حتى أصابها، فبيته فقتله، وتنحى مخافة السلطان، وعلى المدينة، فلما بلغ ذلك هدبة أقبل حتى أمكن من نفسه، وتخلص عمه وأهله، فلم يزل محبوساً حتى شخص عبد الرحمن بن يزيد، أخو زيادة، إلى معاوية، وأورد كتابه، على سعيد بن العاص بأن يقيد منه إذا قامت البينة عليه، فسأله سعيد البينة فأقامها فمشت عذرة إلى عبد الرحمن، وسألوه قبول الدية، فامتنع من ذلك، وقال:
أَنَخْتُمْ عَلَيْنَا كَلْكَلَ الحَرْبِ مَرَّةًفَنَحْنُ مُنِيخُوها عَلَيْكُمْ بكَلْكَلِ
فلا يَدْعُنِي قَوْمِي لزَيْدِ بن مالِكٍ ... لَئِنْ لَمْ أُعَجِّلْ ضَرْبَةً أَو أُعَجَّل
وسأله سعيد أن يقبل الدية منه، وقال أعطيك مائة ناقة حمراء ليس فيها جداء، ولا ذات داءٍ، والله لو نقيت لي مجلسك هذا ثم ملأته ذهباً ما رضيت به من هذا، وقال:
تَعَزَّى عن زيادَةَ كُلُّ مَوْلَى ... خَلِيٍّ لا تَأوَّبُهُ الهُمُومُ
وكَيْفَ تَجَلُّدُ الأَدْنَيْنَ عنه ... ولم يُقْتَلْ به الثَّأْرُ المُنيمُ
ولَوْ كُنْتَ المُصَابَ وكان حَيّاً ... لَشَمَّرَ لا أَلَفُّ ولا سَؤُّومُ
ولا هَيَّابَةٌ باللَّيْلِ نِكْسٌ ... ولا وَرَعٌ إِذا يُلْقَي جَثُومُ
فدفعه سعيد إليه موثقاً في الحديد، فقال هدبة:
إِن تَقْتُلُوني في الحَدِيدِ فإِنَّني ... قَتَلْتُ أَخاكُمْ مُطْلَقاً غَيْرَ مُوثَق
فقال عبد الرحمن بن زيد لا والله لا قتلته إلا مطلقاً، فأطلق، فقتله وكان هدبة قال لهم تفقدوني إذا ضربت عنقي، فإني سأقبض يدي وأبسطها، فتفقدوه فرأوه قد فعل ذلك.
ويقال إن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت اعترضه وهو يرفل إلى الموت، فقال ما هذا يا هدب؟ قال لا آتي الموت إلا شدا! قال أنشدني، قال على هذا من الحال؟! قال نعم، فأنشده:
ولا أَتَمَنَّى الشَّرَّ والشَّرُّ تارِكِي ... ولكِنْ مَتَى أُحْمَلْ على الشَّرِّ أَرْكَبِ
ولَسْت بمِفْرَاحٍ إِذا الدَّهْرُ سرَّني ... ولا جازِعٍ من صَرْفِهِ المُتَقَلِّبِ
وحَرَّبَني مَوْلايَ حَتَّى غَشِيتُهُ ... مَتَى ما يُحَرِّبْكَ ابنُ عَمِّك تَحْرَبِ
أخذه من تأبط شراً:
ولَسْتُ بمِفْراحٍ إِذا الدَّهْرُ سَرَّني ... ولا جازِعٍ من صَرْفِهِ المُتَحَوِّلِ
وهدبة هو القائل:
فلا تَنْكَحِي إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَناأَغَمَّ القَفَا والوَجْهِ لَيْسَ بأَنْزَعَا
ضَرُوباً بلَحْيَيْه على عَظْمِ زَوْرِهِ ... إِذا القَوْمُ هَشُّوا للفَعالِ تَقَنَّعَا
وزيادة هو القائل:
ولا تَيأَسنَّ الدَّهْرَ من حُبِّ كاشِحٍ ... ولا تَأْمَنَنَّ الدَّهْرَ صُرْمَ حَبيبِ
ولَيْسَ بَعِيداً كُلُّ آتٍ فواقِعٌ ... ولا ما مَضَى من مُفْرِحٍ بقَريب
وكُلُّ الذي يَأْتي فأَنْتَ نَسِيبُهُ ... ولَسْتَ لَشيْءٍ قد مَضَى بنَسِيبِ
لَعَمْرِيَ ما شَتْمِي لكم إِنْ شَتَمْتُكُمْ ... بِسِرٍّ ولا مَشْيِي لَكُمْ بدَبِيبِ
ولا وَدُّكُمْ عِنْدِي بعِلْقِ مَضَنَّةٍ ... ولا قَذْعُكُمْ عِنْدِي بِجدِّ مَهيب
إِذا ما تَقَسَّمْتُمْ تُراثَ أَبيكُمُ ... فلا تَقْرَبُوني قد شَفَهْتُ نَصِيبي