2011/9/10 الساعة 10:45 بتوقيت مكّة المكرّمة
اعتبر مسؤول اسرائيلي بارز الهجوم على السفارة الاسرائيلية في القاهرة "انتهاكا سافرا" للتقاليد والاعراف الدبلوماسية، ووصفه بأنه "ضربة للعلاقات السلمية" بين البلدين.ونسبت وكالة رويترز الى المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، قوله ان موظفي السفارة، باستثناء نائب السفير، وصلوا الى اسرائيل صباح السبت بعد اخلاء السفارة.واضاف ان ستة اسرائيليين حوصروا خلال العنف الذي اندلع عقب اقتحام مهاجمين مصريين مبنى السفارة بالقاهرة، عقب تهديمهم الحاجز الاسمنتي المقام حول مبنى السفارة.
وقال ان قوة كوماندوز مصرية حررت الموظفين الاسرائيليين الستة من قبضة من سيطر عليهم.
وقد وصل السفير الاسرائيلي اسحق ليفانون واسرته وباقي موظفي السفارة جميعا الى اسرائيل، بينما بقي نائب السفير بالقاهرة.
ورمى المتظاهرون الذين اقتحموا السفارة وثائق دبلوماسية "سرية" من احد مكاتبها الواقع في اعلى مبنى مؤلف من عشرين طابقا، كما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية.
واسفرت المواجهات العنيفة التي وقعت بين قوات الامن ومتظاهرين عن سقوط نحو 450 جريحا توفي احدهم اثر ازمة قلبية، كما اعلنت وزارة الصحة المصرية.وسمع أيضا دوي اطلاق نار كثيف في الحي، كما تعرضت سيارات للحرق او الاتلاف.
وبثت وسائل الاعلام صورا لاوراق تتساقط من الطابق الذي تحتله السفارة في البناية القريبة من نهر النيل بالقاهرة.
وقال متظاهرون إن المقتحمين هاجموا مستودعا تابعا للسفارة الإسرائيلية، واخرج المتظاهرون وثائق كانت مودعة فيه.
وأطلقت قوات الأمن المصرية قنابل الغاز المسيل للدموع والعيارات النارية لتفريق المتظاهرين في محيط السفارة.
وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان السفارة كانت خالية من العاملين ولم يصب احد باذى.
وصرح مسؤول اسرائيلي بان المتظاهرين المصريين الذين اقتحموا المبنى الذي يضم السفارة وصلوا الى بهو المدخل ولكنهم لم يدخلوا الى السفارة.
وقد انتشر مئات العسكريين وعشرات المدرعات السبت بالقرب من مقر السفارة الاسرائيلية في الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل وقطعت الانارة عن الشوارع في حي السفارة.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن شهود عيان قولهم ان المتظاهرين اقتحموا غرفة مخصصة للارشيف الدبلوماسي.
وكتب بعض هذه الوثائق باللغة العربية لكنه يحمل اختاما دبلوماسية اسرائيلية وبدا واضحا انها برقيات من موظفين اسرائيليين الى نظرائهم المصريين.
وقام متظاهرون في وقت سابق الجمعة بهدم جدار حول السفارة الاسرائيلية في العاصمة المصرية مستخدمين مطارق وقضبانا حديدية.
ويبلغ ارتفاع الجدار مترين ونصف المتر وتم بناؤه خلال الايام القليلة الماضية على طول الطريق الذي يقع فيه المبنى الذي يضم مكاتب السفارة.
وتمكن احد المتظاهرين بعد ذلك من ازالة العلم الاسرائيلي المرفوع على مبنى السفارة وذلك للمرة الثانية في اقل من شهر، ثم القى بالعلم في الشارع وسط تهليل المتظاهرين.
وذكرت مصادر في مطار القاهرة أن عشرات الاسرائيليين وصلوا المطار بانتظار خروجهم من البلاد.
الاحتجاجات بدأت بمحاولة لهدم الجدار الاسمنتي المحيط بالسفارة
قلق امريكي
من جهته دعا الرئيس الامريكي باراك اوباما مصر لحماية السفارة الاسرائيلية من المتظاهرين واجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
واعرب اوباما عن "قلقه العميق" من احداث القاهرة واوضح الخطوات التي سترد بها ادارته ومنها مطالبة مصر بالتزام بتعهداتها وحماية السفارة الاسرائيلية في القاهرة.
وجا في بيان للبيت الأبيض أن اوباما "استعرض الاجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة على جميع المستويات للمساعدة على ايجاد حل لهذا الوضع بدون عنف اضافي كما دعا الحكومة المصرية الى الوفاء بالتزاماتها الدولية لناحية تأمين حماية السفارة الاسرائيلية".
ومن جهته أجرى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك اتصالا هاتفيا بوزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا وطلب منه المساعدة لحماية السفارة الاسرائيلية في القاهرة.
وتجتاز العلاقات بين مصر واسرائيل مرحلة حساسة بعد مقتل خمسة من رجال الشرطة المصريين في الثامن عشر من أغسطس/آب الماصي بينما كانت القوات الاسرائيلية تلاحق اشخاصا تتهمهم بارتكاب هجمات على اسرائيليين في ايلات في جنوب اسرائيل قرب الحدود مع مصر.
ومصر هي اول بلد عربي يوقع اتفاقية سلام مع إسرائيل في 1979.
والتظاهرة امام السفارة الاسرائيلية اعقبت تجمعا لالاف الاشخاص في ميدان التحرير بوسط القاهرة في تظاهرة حاشدة للمطالبة بتطبيق مزيد من الاصلاحات والديمقراطية بعد سبعة اشهر على سقوط نظام الرئيس حسني مبارك وتسلم الجيش مقاليد الحكم.
ودعا رئيس الوزراء عصام شرف الى اجتماع ازمة لحكومته السبت كما اعلن التلفزيون الرسمي. بينما أعلنت وزارة الداخلية المصرية حالة الطوارئ وقررر الوزير منصور العيسوي إلغاء اجازات افراد الشرطة.