صباااحكم / مسااااكم ورد
الغاط والشعر :
قال الحطيئة ( جرول بن أوس بن مالك العبسي ) الذي أدرك الجاهلية والإسلام وتوفي نحو /54 هـ في الغاط
الله قد نجاك من أراط ***** ومن زليفات ومن لغاط
ويروى له كذلك :
والجوف خير لك من لغاط ***** ومن زليفات ومن أراط
وقد ذكر ابن منطور في كتابة ( لسان العرب ) بيتا من الشعر للهذلي حيث قال :
كأن لغا الخموش بجانبيه ***** لغا ركب اميم ذوي لغاط
وقد ذكر ياقوت الحموي في ( معجم البلدان ) أبيات لعقبة بن قدامه يمدح من خلالها بني مازن بن عمرو بن تميم قال فيها :
وردوهم غداة لغاط عنهم ***** بأكباد وأفئدة حرار
كما ذكر البكري في ( معجم ماستعجم ) بيتا من الشعر لبلال بن جرير يقول فيه :
أما علمت أني أحب لحبها ***** لغاط فجاد المدجنات بها الورقا
وقال الخليل :
كأن بين الرجل والقرطاط ***** خنذيذة من كتفي لغاط
ويقول عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير :
فأطم ذا مرخ فبات يكبه ***** عما أطمأن من الكثيب توثب
سبب تسمية الغاط بهذا الاسم :
يقول الأستاذ الشيخ / عبد الله بن خميس في كتابه ( معجم اليمامة ) عن تسمية الغاط بهذا الاسم ( يبدو أنه مأخوذ من لغط السيل وهو ضجيجه واحتدامه لأن واديه به محناب بين جبال شواهق فإذا جادها الغيث اندفع سيلها محتدما مزمجرا لاغطا ) وقد عرف الغاط قديما بـ ( لغاط ) بلام مضمومة وغين مفتوحة فألف وطاء , ويعرف الآن بـ ( الغاط ) محلى بالألف واللام مفتوح الغين بعدها ألف فطاء .
صورة توضح احتدام السيل بوادي الغاط وشعابه
النقوش الثمودية بالقرب من ( أم العشاش ) وجبل أم شداد
هناك موضع يسمى ( الحطية ) أصلها الحطيئة نسبة على الشاعر المعروف ، به مورد ماء وآثار منازل ويقال أن به قبر الحطيئة و يسميه البعض حطابة او الطحية
..
وإلى الشمال الغربي من هذا الموضع وعلى بعد 3 كم تقريبا توجد بعض النقوش المنحوتة على صخور منفردة ومتعددة تضم حناياها رسومات وكتابات متعددة لا يعرف شىء عن ماهيتها , وقد قمت بعرض صور فوتوغرافية لتلك النقوش على قسم الآثار بكلية الآداب بجامعة الملك سعود للتعرف على مدلولات تلك النقوش وكشف غموضها . وقد أوضح الدكتور عبد العزيز بن سعود الغزي الأستاذ المساعد بقسم الآثار بالكلية أن هذه النقوش الأثرية ثمودية يرجع تاريخها للفترة ما بين 900ق . م _ 400م
صور للنقوش الأثرية بالغاط
وادي مرخ :
يقع إلى الشرق من الغاط , على بعد حوالي 10 كم ويوازي وادي الغاط , ويتجه شمالا ويصب في روضة السبلة القريبة من الزلفي ..
وأنشد أبي وجزه فقال :
واحتلت الجو فالأجزاع من مرخ ***** فمالها من ملاحاة ولا طلب
وقال الحفصي في كتابه :
الخارجة قرية لبني يربوع باليمامة وفيها يمر ذو مرخ .
وقال فيه الحطيئة عندما حبسة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بسبب هجاءه للزبرقان ووقوعه في أعراض المسلمين ومستعطفا الخليفة:
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ***** زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ***** فاغفر عليك سلام الله ياعمــر
وقد اختلف في الموضع الذي ورد في شعر الحطيئة .
وقد قال الشيخ حمد الجاسر:
( ومنهم من يرى أن الحطيئة قصد واديا لا يزال معروفا في الطرف الشمالي من جبل طويق , بقرب بلدة الغاط )
ويستدل الشيخ عبد الله بن خميس على أن المقصود بشعر الحطيئة هو ( مرخ اليمامة ) وليس ( ذو مرخ ) الواقع بين ( فداك ) و ( الوابشية ) قرب المدينة بقوله :
( وليس لدينا ما يرجع بلادا له بعينها , ولكن لكثرة اقامته في ( بني تميم ) من ناحية ولوجود أثر في ( مرخ اليمامة ) الآن يسمى ( الحطيئة ) من ناحية ثانية .. ولما أثر أن قومه ( بنو ذهل ) أهل اليمامة ..كل ذلك يرشح أن ( ذا مرخ ) المذكور هو ( مرخ اليمامة )
وقال فيه عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير :
فأطم ذا مرخ فبات يكبه ***** عما اطمأن من الكثيب توثب
وعلا لغاط فبات يلغط سيله ***** ويلج في لبب الكثيب ويصخب
القلتتين :
الأولى :
تسمى ( قلتة الرصفة ) وتقع إلى الجنوب من الغاط على بعد حوالي 20 كم في أقصى وادي الغاط
, وتشبه عين مياه لا تنضب تغذيها المياه المتدفقة من التصدعات الموجودة في الصخور الرسوبية ,وتزداد كميتها بعد سقوط الأمطار , وتقل بانقطاعها . وبها بعض النخيل وكانت لا تزال مورد مياه للبادية كما أنها معلم سياحي بارز .
الثانية :
تسمى ( قلتة حليفة ) وتقع إلى الشمال الشرقي من الغاط القديم على بعد 4 كم وإلى الجنوب الشرقي من الغاط الحديث على بعد 5 كم تقريبا , ولا تختلف عن سابقتها إلا في كمية المياه , حيث يكاد ينضب ماؤها عند انقطاع سقوط الأمطار , ومياهها تغذي بعض أشجار النخيل التي قامت بجوارها . وبالقرب من آثار لأرجل إنسان وهي عبارة عن تجويفات منحوتة في الصخور , لا يعرف شئ عن تاريخها .
صورة لقلتة الرصفة أثناء هطول المطر
أم العشاش :
وهي هضبة فوق جبال طويق إلى الجنوب الشرقي من الغاط على بعد 10كم منه
بها آثار منازل وبئر الحطيئة , ويقال أنها للشاعر الحطيئة , ويوجد بالقرب منها بعض الصخور تحتوي رسوم وكتابات أثرية وبها يمر وادي مرخ ومن أشهر جبالها ( جبل أم شداد )
قال ياقوت :
أعشاش موضع في بلد بني تميم لبني يربوع بن حنظلة .
قال الفرزدق :
عزفت بأعشاش وماكدت تغزف ***** وأنكرت من حدراء ما كنت تعزف
ولج بك الهجران , حتى كأنما ***** ترى الموت في البيت الذي كنت تألف
وقال ابن نفجاء الضبي :
أيا ابرقي أعشاش لازال مدجن ***** يجود كما حتى يروى تراكما
وقال البكري :
أعشاش على لفظ جمع عش موضع في ديار بني يربوع , كانت لهم فيه وقفه على بكر بني وائل , وكانت بكر أغارت عليهم هناك فهو يوم أعشاش .
صورة بئر الحطيئة
الأملحان :
قال ياقوت : بلفظ التثنية
قال أبو محمد بن الأعرابي الأسود : الأملحان ماءان لبني خبة بلغاط
وقال بعضهم :
كأن سليطا في جواشنا الحصى ***** إذ حل الأملحين وقورها
والأميلح : تصغير الأملح : ماء لبني ربيعة الجوع
قال زياد بن منقذ أخو المرار
بل ليت شعري متى أغدو تعاضدني ***** جرداء سابحة أو سابح قدم
نحو الأميلح أو سمنان مبتكرا ***** في فتية فيهم المرار والحكم
والأملحان :
يسميان الآن ( عضيدان ) : ويقع إلى الشمال الشرقي من الغاط على بعد مسافة 7 كم ( مليح ) ويقع إلى الشمال من الغاط على بعد مسافة 17 كم تقريبا وهما بين الغاط والزلفي ويتبعان الغاط إداريا .
وادي الغاط :
واد يمتد من أقصى جنوب الغاط بطول حوالي 20كم
ويصب سيله في سهل الحمادة التي تقع عليه مدينة الغاط الحالية .
وعلى جانبي هذا الوادي نشأت مزارع النخيل والتي كانت ولا تزال مصدر دخل للسكان
ويحد الوادي عدة روافد منها / الوسيعة _ والقويصرات _ والمربعة _ وأم برقى وغيرها .
وهذا الوادي غني بمناطقه الأثرية مثل / منطقتي مغيران والسبيخة _ وعليه أنشأت وزارة الزراعة سدا لحفظ مياه السيول لتغذية المزارع ولزيادة مخزون المياه الجوفية ويعرف هذا الوادي أيضا ( بوادي الباطن ) .
صورتان لوادي الغاط من جهتين مختلفتين ويظهر منهما مجرى السيل وكذلك مزارع النخيل
الزويلية :
تقع إلى الجنوب الغربي من الغاط القديم على بعد حوالي 2كم
وهي منطقة رملية على ضفاف وادي الغاط في الجهة الغربية منه , وعلى مقربة من وادي أم برقى
وقد زادت شهرتها عندما استقبل بها أهالي الغاط الملك عبد العزيز طيب الله ثراه في العقد الثالث من القرن الماضي
كما كانت مكانا لاستـقبال بعض أصحاب السمو الملـكي الأمراء الذين زاروا الغاط ( الملـك سعـود بن عبد العزيز ) و ( الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ) وغيرهم في وقت مضى
وفيها بئر مياه عذب يسمى ( القيعانية ) كما كانت مورد ماء أساسي للسكان اندثر عبر الزمن وحفر بالقرب منها بئر ارتوازي لتوفير المياه .
قصر الأمارة :
يقع جنوب الغاط القديم , وقد بناه الأمير ناصر بن سعد السديري قبل حوالي 85 سنة إبان توليه أمارة الغاط
ويعتبر تحفة معمارية رائعة من حيث التخطيط والتنفيذ واللمسات الجمالية , والتي اتخذت من الطراز الإسلامي في فن العمارة أسلوبا في البناء
وقد زار القصر بعض البعثات الإعلامية , آخرها بعثة من التلفزيون الأسباني في عام 1413هـ
وزاره بعض سفراء الدول الأوروبية والعربية والخليجية، كان آخرهم السفير الألماني الذي زاره هذا العام.
صورة قصر الأمارة القديم
خشم العرنية :
وهو أنف بارز , في جبال طويق , لعبت عوامل التعرية دورا كبيرا في تكوين شكله الحالي
وإلى الجنوب من ( خشم الشاش ) وبينهما تقع مدينة الغاط .
وخشم العرنية أكثر شهرة من الآخر حيث قصده ( حميدان الشويعر ) بقوله في مدح سليمان السديري :
من قابل ( خشم العرنية ) ***** فالخاطر منقول خطره
ويقصد ( حميدان الشويعر ) بذلك أن الضيف الذي يشاهد خشم العرنية فإنه سالم من الأخطار .
ولهذين البيتين قصة فحواها :
أن حميدان خرج من الزبير مع قافلة أهل الزلفي
ومنها خرج وحيدا على جملة قاصدا الغاط
فلما وصل العرنية اعترضه لصوص من البدو , فسلبوه جمله وما عليه من زاد وكسوة فجاء راجلا إلى الغاط
وحل ضيفا على سليمان السديري , وكان حميدان غير معروف يومئذ , وقد سأل حميدان أحد عبيد السديري , عن وجود أحد ذاهب إلى المجمعة ليسايره راجلا
ثم أخبر بقصته
فأخبر العبد مولاه السديري , بما جرى لحميدان فأرسل سليمان إلى كافة البدو الموجودين في الغاط
فحبسهم , وأمرهم أن يردوا جمل ضيفه , وإلا قتلهم به وانصاعوا لأمره وأتوا بالجمل وسلم إلى حميدان كأن لم يسرق منه شىء .
ولشهرة هذا الخشم فقد تغنى به عدد من الشعراء منهم الشاعر الأمير ( عبد الرحمن الأحمد السديري ) في قصيدة ( أخشوم العراني ) وقد قالها وهو في الغاط شتاء سنة 1402هـ منها :
من شافها يامن عن الغدر والكيد ***** حموا إحماها عن حسود أو حقودي
أعلامها بجبالها والتواكيد ***** إخشوم العراني ثبتن الحدودي
وقال الشاعر أحمد محمد السعد العضيدان أحد شعراء الغاط في قصيدة موجهة للشيخ خليفة بن حمد آل خليفة :
العراني في طويق إلى بدن ***** بشروا أهل الركايب سالمات
قالها حميدان وأقواله بقن ***** وارثين المجد وأقوالي ثبات
وقال الشاعر علي مبارك السهيان :
جعل برق الوسم يوم انه يلوحي ***** ينحدر سيله على خشم العراني
صورة خشم العرنية
بلدة الغاط القديمة :
بين جبلين من جبال اليمامة ( طويق ) تقع بلدة الغاط القديمة على الضفة الغربية من وادي الغاط
وقد اتخذت هذه البلدة شكلا طوليا فرضته العوامل الطبيعية ( التضاريس ) وقربها من الوادي .
تبعد عن مدينة الغاط الحالية بنحو 5كم إلى الجنوب منها .
تعتبر من أقدم المستوطنات البشرية في المنطقة الوسطى من المملكة
تردد ذكرها على ألسنة العديد من الشعراء عبر العصور السالفة وارتبط اسمها بالوادي
قال الحطيئة :
الله قد نجاك من أراط ***** ومن زليفات ومن ( لغاط )
وأنشد الخليل كما يروي البكري في كتابه ( معجم ما استعجم ) :
أما علمت أني أحب لحبها ***** لغاط ) فجاد المجدنات بها الودقا
وقد تطرق الأستاذ أحمد بن علي الحميدان في مجلة المنهل العدد ( 144) لبلدة الغاط الـقديمة حيـث قال:
( .. فيها الكثير من الأبنية القديمة المتينة التي يتحدث أهلها أنها كانت في عهد بني عباس .. )
وهذه البلدة غنية بمعالمها الأثرية التي تدل على تاريخها الموغل في القدم ومن أشهر الأبنية القديمة في هذه البلدة قصر الأمارة , ومسجد ( العوشزه ) الذي يرجع تاريخ بنائه إلى منتصف القرن الماضي , وقد أضفت اللمسات الجمالية التي اتخذت من الطراز الإسلامي أسلوبا في التخطيط والتنفيذ مزيدا من الجمال.
منظر علوي لجزء من الغاط القديمة
مقصورة السهيب :
كانت كما يذكر كبار السن في المنطقة جزءا من الأسوار التي تحيط ببلدة الغاط القديمة
اندثرت عبر الزمن , ولم يتبق منها سوى بقايا بنيان
بنيت في زمن اختلال الأمن في ذلك الوقت حتى لا تداهم البلدة من الغزاة على غرة
وقل أن تخلو البلدان القديمة في المملكة من مثل هذه الأبنية وأوضح مثال على ذلك ( برج الشنانة بالقرب من مدينة الرس , وبرج جلاجل .. )
تقع هذه المقصورة إلى الغرب من البلدة القديمة ولا يعرف تاريخ محدد لبنائها .
قلعة مغيران :
قلعة تاريخية قديمة يرجع تاريخها _ كما يذكر بعض كبار السن في المنطقة _ إلى أكثر من أربعة قرون .
تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة الغاط الحالية على بعد نحو 3كم .
بالقرب من وادي أبا الصلابيخ ( جمع صلبوخ وهو حجر الصوان الذي تتطاير منه النار عند القدح )
لم يبق من هذه القلعة سوى شراذم بنيان تدل على عمران كان فزال .
وقد تطرق الأستاذ أحمد بن علي الحميدان لهذه القلعة في مجلة المنهل حيث قال :
( كثيرا ما يجد الأهالي فيها شيئا من النقود الفضية القديمة وقد وجد فيها سيف قد لعبت به الأرض وعندما صقله الحداد وجده صارما وحيدا غير انه لم يجد ما يعمله به إلى أن جعله سكـاكين ).
السبيخة :
كانت إحدى المستوطنات التي سكنها أهالي الغاط في وقت مضى
ويقال إن السكان انتقلوا من مغيران إليها
ولا يعرف تاريخ محدد لسكناهم بها
ويذكر بعض كبار السن أن تاريخها يرجع لأكثر من أربعة قرون .
تقع على الضفة الشرقية لوادي الغاط محاذية لجبال طويق إلى الجنوب من بلدة الغاط القديمة على بعد نحو 5كم منها .
ولم يبق منها سوى أبنيه قديمة أكل عليها الدهر وشرب .
ومن الملاحظ أن هناك تغيرا مستمرا في مواضع المستوطنات التي سكنها الأهالي وقد يعود ذلك للمتغيرات الاجتماعية والسياسية التي مرت بها المنطقة عبر العصور السالفة .
المرقب :
وهو بناء دائري الشكل يعتلي جبال طويق يشرف على بلدة الغاط القديمة .
وقد لعبت عوامل التعرية دورا واضحا في تغيير ملامحه الظاهرية .
بني هذا المرقب في زمن اختلال الأمن , حتى لا تداهم البلدة من الغزاة على غرة وقل أن تخلوا البلدان القديمة في المملكة من هذه المراقيب
ذكر لي بعض كبار السن في المنطقة أن تاريخ بنائه قديم جدا وغير معروف تماما إلا أنهم أجمعوا على إرجاعه إلى ما قبل القرن العاشر الهجري .
[/size]الغاط والشعر :
قال الحطيئة ( جرول بن أوس بن مالك العبسي ) الذي أدرك الجاهلية والإسلام وتوفي نحو /54 هـ في الغاط
الله قد نجاك من أراط ***** ومن زليفات ومن لغاط
ويروى له كذلك :
والجوف خير لك من لغاط ***** ومن زليفات ومن أراط
وقد ذكر ابن منطور في كتابة ( لسان العرب ) بيتا من الشعر للهذلي حيث قال :
كأن لغا الخموش بجانبيه ***** لغا ركب اميم ذوي لغاط
وقد ذكر ياقوت الحموي في ( معجم البلدان ) أبيات لعقبة بن قدامه يمدح من خلالها بني مازن بن عمرو بن تميم قال فيها :
وردوهم غداة لغاط عنهم ***** بأكباد وأفئدة حرار
كما ذكر البكري في ( معجم ماستعجم ) بيتا من الشعر لبلال بن جرير يقول فيه :
أما علمت أني أحب لحبها ***** لغاط فجاد المدجنات بها الورقا
وقال الخليل :
كأن بين الرجل والقرطاط ***** خنذيذة من كتفي لغاط
ويقول عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير :
فأطم ذا مرخ فبات يكبه ***** عما أطمأن من الكثيب توثب
سبب تسمية الغاط بهذا الاسم :
يقول الأستاذ الشيخ / عبد الله بن خميس في كتابه ( معجم اليمامة ) عن تسمية الغاط بهذا الاسم ( يبدو أنه مأخوذ من لغط السيل وهو ضجيجه واحتدامه لأن واديه به محناب بين جبال شواهق فإذا جادها الغيث اندفع سيلها محتدما مزمجرا لاغطا ) وقد عرف الغاط قديما بـ ( لغاط ) بلام مضمومة وغين مفتوحة فألف وطاء , ويعرف الآن بـ ( الغاط ) محلى بالألف واللام مفتوح الغين بعدها ألف فطاء .
صورة توضح احتدام السيل بوادي الغاط وشعابه
النقوش الثمودية بالقرب من ( أم العشاش ) وجبل أم شداد
هناك موضع يسمى ( الحطية ) أصلها الحطيئة نسبة على الشاعر المعروف ، به مورد ماء وآثار منازل ويقال أن به قبر الحطيئة و يسميه البعض حطابة او الطحية
..
وإلى الشمال الغربي من هذا الموضع وعلى بعد 3 كم تقريبا توجد بعض النقوش المنحوتة على صخور منفردة ومتعددة تضم حناياها رسومات وكتابات متعددة لا يعرف شىء عن ماهيتها , وقد قمت بعرض صور فوتوغرافية لتلك النقوش على قسم الآثار بكلية الآداب بجامعة الملك سعود للتعرف على مدلولات تلك النقوش وكشف غموضها . وقد أوضح الدكتور عبد العزيز بن سعود الغزي الأستاذ المساعد بقسم الآثار بالكلية أن هذه النقوش الأثرية ثمودية يرجع تاريخها للفترة ما بين 900ق . م _ 400م
صور للنقوش الأثرية بالغاط
وادي مرخ :
يقع إلى الشرق من الغاط , على بعد حوالي 10 كم ويوازي وادي الغاط , ويتجه شمالا ويصب في روضة السبلة القريبة من الزلفي ..
وأنشد أبي وجزه فقال :
واحتلت الجو فالأجزاع من مرخ ***** فمالها من ملاحاة ولا طلب
وقال الحفصي في كتابه :
الخارجة قرية لبني يربوع باليمامة وفيها يمر ذو مرخ .
وقال فيه الحطيئة عندما حبسة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بسبب هجاءه للزبرقان ووقوعه في أعراض المسلمين ومستعطفا الخليفة:
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ***** زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ***** فاغفر عليك سلام الله ياعمــر
وقد اختلف في الموضع الذي ورد في شعر الحطيئة .
وقد قال الشيخ حمد الجاسر:
( ومنهم من يرى أن الحطيئة قصد واديا لا يزال معروفا في الطرف الشمالي من جبل طويق , بقرب بلدة الغاط )
ويستدل الشيخ عبد الله بن خميس على أن المقصود بشعر الحطيئة هو ( مرخ اليمامة ) وليس ( ذو مرخ ) الواقع بين ( فداك ) و ( الوابشية ) قرب المدينة بقوله :
( وليس لدينا ما يرجع بلادا له بعينها , ولكن لكثرة اقامته في ( بني تميم ) من ناحية ولوجود أثر في ( مرخ اليمامة ) الآن يسمى ( الحطيئة ) من ناحية ثانية .. ولما أثر أن قومه ( بنو ذهل ) أهل اليمامة ..كل ذلك يرشح أن ( ذا مرخ ) المذكور هو ( مرخ اليمامة )
وقال فيه عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير :
فأطم ذا مرخ فبات يكبه ***** عما اطمأن من الكثيب توثب
وعلا لغاط فبات يلغط سيله ***** ويلج في لبب الكثيب ويصخب
القلتتين :
الأولى :
تسمى ( قلتة الرصفة ) وتقع إلى الجنوب من الغاط على بعد حوالي 20 كم في أقصى وادي الغاط
, وتشبه عين مياه لا تنضب تغذيها المياه المتدفقة من التصدعات الموجودة في الصخور الرسوبية ,وتزداد كميتها بعد سقوط الأمطار , وتقل بانقطاعها . وبها بعض النخيل وكانت لا تزال مورد مياه للبادية كما أنها معلم سياحي بارز .
الثانية :
تسمى ( قلتة حليفة ) وتقع إلى الشمال الشرقي من الغاط القديم على بعد 4 كم وإلى الجنوب الشرقي من الغاط الحديث على بعد 5 كم تقريبا , ولا تختلف عن سابقتها إلا في كمية المياه , حيث يكاد ينضب ماؤها عند انقطاع سقوط الأمطار , ومياهها تغذي بعض أشجار النخيل التي قامت بجوارها . وبالقرب من آثار لأرجل إنسان وهي عبارة عن تجويفات منحوتة في الصخور , لا يعرف شئ عن تاريخها .
صورة لقلتة الرصفة أثناء هطول المطر
أم العشاش :
وهي هضبة فوق جبال طويق إلى الجنوب الشرقي من الغاط على بعد 10كم منه
بها آثار منازل وبئر الحطيئة , ويقال أنها للشاعر الحطيئة , ويوجد بالقرب منها بعض الصخور تحتوي رسوم وكتابات أثرية وبها يمر وادي مرخ ومن أشهر جبالها ( جبل أم شداد )
قال ياقوت :
أعشاش موضع في بلد بني تميم لبني يربوع بن حنظلة .
قال الفرزدق :
عزفت بأعشاش وماكدت تغزف ***** وأنكرت من حدراء ما كنت تعزف
ولج بك الهجران , حتى كأنما ***** ترى الموت في البيت الذي كنت تألف
وقال ابن نفجاء الضبي :
أيا ابرقي أعشاش لازال مدجن ***** يجود كما حتى يروى تراكما
وقال البكري :
أعشاش على لفظ جمع عش موضع في ديار بني يربوع , كانت لهم فيه وقفه على بكر بني وائل , وكانت بكر أغارت عليهم هناك فهو يوم أعشاش .
صورة بئر الحطيئة
الأملحان :
قال ياقوت : بلفظ التثنية
قال أبو محمد بن الأعرابي الأسود : الأملحان ماءان لبني خبة بلغاط
وقال بعضهم :
كأن سليطا في جواشنا الحصى ***** إذ حل الأملحين وقورها
والأميلح : تصغير الأملح : ماء لبني ربيعة الجوع
قال زياد بن منقذ أخو المرار
بل ليت شعري متى أغدو تعاضدني ***** جرداء سابحة أو سابح قدم
نحو الأميلح أو سمنان مبتكرا ***** في فتية فيهم المرار والحكم
والأملحان :
يسميان الآن ( عضيدان ) : ويقع إلى الشمال الشرقي من الغاط على بعد مسافة 7 كم ( مليح ) ويقع إلى الشمال من الغاط على بعد مسافة 17 كم تقريبا وهما بين الغاط والزلفي ويتبعان الغاط إداريا .
وادي الغاط :
واد يمتد من أقصى جنوب الغاط بطول حوالي 20كم
ويصب سيله في سهل الحمادة التي تقع عليه مدينة الغاط الحالية .
وعلى جانبي هذا الوادي نشأت مزارع النخيل والتي كانت ولا تزال مصدر دخل للسكان
ويحد الوادي عدة روافد منها / الوسيعة _ والقويصرات _ والمربعة _ وأم برقى وغيرها .
وهذا الوادي غني بمناطقه الأثرية مثل / منطقتي مغيران والسبيخة _ وعليه أنشأت وزارة الزراعة سدا لحفظ مياه السيول لتغذية المزارع ولزيادة مخزون المياه الجوفية ويعرف هذا الوادي أيضا ( بوادي الباطن ) .
صورتان لوادي الغاط من جهتين مختلفتين ويظهر منهما مجرى السيل وكذلك مزارع النخيل
الزويلية :
تقع إلى الجنوب الغربي من الغاط القديم على بعد حوالي 2كم
وهي منطقة رملية على ضفاف وادي الغاط في الجهة الغربية منه , وعلى مقربة من وادي أم برقى
وقد زادت شهرتها عندما استقبل بها أهالي الغاط الملك عبد العزيز طيب الله ثراه في العقد الثالث من القرن الماضي
كما كانت مكانا لاستـقبال بعض أصحاب السمو الملـكي الأمراء الذين زاروا الغاط ( الملـك سعـود بن عبد العزيز ) و ( الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ) وغيرهم في وقت مضى
وفيها بئر مياه عذب يسمى ( القيعانية ) كما كانت مورد ماء أساسي للسكان اندثر عبر الزمن وحفر بالقرب منها بئر ارتوازي لتوفير المياه .
قصر الأمارة :
يقع جنوب الغاط القديم , وقد بناه الأمير ناصر بن سعد السديري قبل حوالي 85 سنة إبان توليه أمارة الغاط
ويعتبر تحفة معمارية رائعة من حيث التخطيط والتنفيذ واللمسات الجمالية , والتي اتخذت من الطراز الإسلامي في فن العمارة أسلوبا في البناء
وقد زار القصر بعض البعثات الإعلامية , آخرها بعثة من التلفزيون الأسباني في عام 1413هـ
وزاره بعض سفراء الدول الأوروبية والعربية والخليجية، كان آخرهم السفير الألماني الذي زاره هذا العام.
صورة قصر الأمارة القديم
خشم العرنية :
وهو أنف بارز , في جبال طويق , لعبت عوامل التعرية دورا كبيرا في تكوين شكله الحالي
وإلى الجنوب من ( خشم الشاش ) وبينهما تقع مدينة الغاط .
وخشم العرنية أكثر شهرة من الآخر حيث قصده ( حميدان الشويعر ) بقوله في مدح سليمان السديري :
من قابل ( خشم العرنية ) ***** فالخاطر منقول خطره
ويقصد ( حميدان الشويعر ) بذلك أن الضيف الذي يشاهد خشم العرنية فإنه سالم من الأخطار .
ولهذين البيتين قصة فحواها :
أن حميدان خرج من الزبير مع قافلة أهل الزلفي
ومنها خرج وحيدا على جملة قاصدا الغاط
فلما وصل العرنية اعترضه لصوص من البدو , فسلبوه جمله وما عليه من زاد وكسوة فجاء راجلا إلى الغاط
وحل ضيفا على سليمان السديري , وكان حميدان غير معروف يومئذ , وقد سأل حميدان أحد عبيد السديري , عن وجود أحد ذاهب إلى المجمعة ليسايره راجلا
ثم أخبر بقصته
فأخبر العبد مولاه السديري , بما جرى لحميدان فأرسل سليمان إلى كافة البدو الموجودين في الغاط
فحبسهم , وأمرهم أن يردوا جمل ضيفه , وإلا قتلهم به وانصاعوا لأمره وأتوا بالجمل وسلم إلى حميدان كأن لم يسرق منه شىء .
ولشهرة هذا الخشم فقد تغنى به عدد من الشعراء منهم الشاعر الأمير ( عبد الرحمن الأحمد السديري ) في قصيدة ( أخشوم العراني ) وقد قالها وهو في الغاط شتاء سنة 1402هـ منها :
من شافها يامن عن الغدر والكيد ***** حموا إحماها عن حسود أو حقودي
أعلامها بجبالها والتواكيد ***** إخشوم العراني ثبتن الحدودي
وقال الشاعر أحمد محمد السعد العضيدان أحد شعراء الغاط في قصيدة موجهة للشيخ خليفة بن حمد آل خليفة :
العراني في طويق إلى بدن ***** بشروا أهل الركايب سالمات
قالها حميدان وأقواله بقن ***** وارثين المجد وأقوالي ثبات
وقال الشاعر علي مبارك السهيان :
جعل برق الوسم يوم انه يلوحي ***** ينحدر سيله على خشم العراني
صورة خشم العرنية
بلدة الغاط القديمة :
بين جبلين من جبال اليمامة ( طويق ) تقع بلدة الغاط القديمة على الضفة الغربية من وادي الغاط
وقد اتخذت هذه البلدة شكلا طوليا فرضته العوامل الطبيعية ( التضاريس ) وقربها من الوادي .
تبعد عن مدينة الغاط الحالية بنحو 5كم إلى الجنوب منها .
تعتبر من أقدم المستوطنات البشرية في المنطقة الوسطى من المملكة
تردد ذكرها على ألسنة العديد من الشعراء عبر العصور السالفة وارتبط اسمها بالوادي
قال الحطيئة :
الله قد نجاك من أراط ***** ومن زليفات ومن ( لغاط )
وأنشد الخليل كما يروي البكري في كتابه ( معجم ما استعجم ) :
أما علمت أني أحب لحبها ***** لغاط ) فجاد المجدنات بها الودقا
وقد تطرق الأستاذ أحمد بن علي الحميدان في مجلة المنهل العدد ( 144) لبلدة الغاط الـقديمة حيـث قال:
( .. فيها الكثير من الأبنية القديمة المتينة التي يتحدث أهلها أنها كانت في عهد بني عباس .. )
وهذه البلدة غنية بمعالمها الأثرية التي تدل على تاريخها الموغل في القدم ومن أشهر الأبنية القديمة في هذه البلدة قصر الأمارة , ومسجد ( العوشزه ) الذي يرجع تاريخ بنائه إلى منتصف القرن الماضي , وقد أضفت اللمسات الجمالية التي اتخذت من الطراز الإسلامي أسلوبا في التخطيط والتنفيذ مزيدا من الجمال.
منظر علوي لجزء من الغاط القديمة
مقصورة السهيب :
كانت كما يذكر كبار السن في المنطقة جزءا من الأسوار التي تحيط ببلدة الغاط القديمة
اندثرت عبر الزمن , ولم يتبق منها سوى بقايا بنيان
بنيت في زمن اختلال الأمن في ذلك الوقت حتى لا تداهم البلدة من الغزاة على غرة
وقل أن تخلو البلدان القديمة في المملكة من مثل هذه الأبنية وأوضح مثال على ذلك ( برج الشنانة بالقرب من مدينة الرس , وبرج جلاجل .. )
تقع هذه المقصورة إلى الغرب من البلدة القديمة ولا يعرف تاريخ محدد لبنائها .
قلعة مغيران :
قلعة تاريخية قديمة يرجع تاريخها _ كما يذكر بعض كبار السن في المنطقة _ إلى أكثر من أربعة قرون .
تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة الغاط الحالية على بعد نحو 3كم .
بالقرب من وادي أبا الصلابيخ ( جمع صلبوخ وهو حجر الصوان الذي تتطاير منه النار عند القدح )
لم يبق من هذه القلعة سوى شراذم بنيان تدل على عمران كان فزال .
وقد تطرق الأستاذ أحمد بن علي الحميدان لهذه القلعة في مجلة المنهل حيث قال :
( كثيرا ما يجد الأهالي فيها شيئا من النقود الفضية القديمة وقد وجد فيها سيف قد لعبت به الأرض وعندما صقله الحداد وجده صارما وحيدا غير انه لم يجد ما يعمله به إلى أن جعله سكـاكين ).
السبيخة :
كانت إحدى المستوطنات التي سكنها أهالي الغاط في وقت مضى
ويقال إن السكان انتقلوا من مغيران إليها
ولا يعرف تاريخ محدد لسكناهم بها
ويذكر بعض كبار السن أن تاريخها يرجع لأكثر من أربعة قرون .
تقع على الضفة الشرقية لوادي الغاط محاذية لجبال طويق إلى الجنوب من بلدة الغاط القديمة على بعد نحو 5كم منها .
ولم يبق منها سوى أبنيه قديمة أكل عليها الدهر وشرب .
ومن الملاحظ أن هناك تغيرا مستمرا في مواضع المستوطنات التي سكنها الأهالي وقد يعود ذلك للمتغيرات الاجتماعية والسياسية التي مرت بها المنطقة عبر العصور السالفة .
المرقب :
وهو بناء دائري الشكل يعتلي جبال طويق يشرف على بلدة الغاط القديمة .
وقد لعبت عوامل التعرية دورا واضحا في تغيير ملامحه الظاهرية .
بني هذا المرقب في زمن اختلال الأمن , حتى لا تداهم البلدة من الغزاة على غرة وقل أن تخلوا البلدان القديمة في المملكة من هذه المراقيب
ذكر لي بعض كبار السن في المنطقة أن تاريخ بنائه قديم جدا وغير معروف تماما إلا أنهم أجمعوا على إرجاعه إلى ما قبل القرن العاشر الهجري .