جبل أسمر يقع على بعد عشرة أكيال في الجهة الجنوبية الغربية من تيماء ، وهو عبارة عن سلسلة جبلية تعد معلما بارزا يساعد المسافرين على الاهتداء وتحديد مواقعهم بالنسبة إلى تيماء .. وأقيم على قمته الغربية معبد للمعبود التيمائي ( صلم ) .. ويعد الرحالة الإنجليزي فلبي أول من وصل إلى قمة جبل غنيم عند زيارته لتيماء سنة 1370 هـ / 1951 م واكتشف المعبد الذي كان مخصصا للمعبود ( صلم ) ..
وقد ورد في سفر التكوين اسم حدد مقرونا بتيماء باعتبارهما من أبناء إسماعيل ..
ما ورد في جبل حدد من نصوص :
- قال النابغة :
ساق الرُّفيدات من جَوش ومن حَدَد وماشَ من رَهْط ربْعيٍّ وحَجــّارِ
و قال ابن السكيت في شرح ديوان النابغة : جوش أرض لبني القين، وحَدَد أرض لكلب هو الحد ما بين جوش والجناب0 ماش : خلط 0
وقد ورد اسم حدد في التوراة اسماً لأحد المنحدرين من إسماعيل هو وتيما ويَطُور 0
وقال الهجري : حدد هو جبل تيماء0
وقال ياقوت : حدد جبل مطل على تيماء0
وقال نصر : حدد بالحاء المهملة ويصحف بالجيم - جبل مشرف على تيماء ، يهتدي به المسافر 0
وقال البكري : ( حدد ) بفتح أوله وثانيه ، بعده دال أخرى مهملة ، على مثال عدد : موضع من أرض كلب ... وقال أوس بن حارثة الكلبي ، جاهلي :
سُقْنا رُفيدةَ حتى احتل أولها تيماءَ يُذعر من سُلّافِها حَدَدُ
إحداثي المعبد الذي في قمة غنيم :
N 27 - 30 - 199
E 038 - 35 - 164
وقال الشيخ حمد الجاسر – رحمه الله – ولقد عثر فلبي في قمة جبل غنيم على معبد شاهد فيه صورا مرسومة في بعض الصخور تمثل الأوثان ومنها صورة رأس بيضاوي الشكل لا لحية له ، واسع الجبهة ، يبرز من طرفيها قرنان فوق أذنين واسعتين – لعله للصنم صلم المذكور في نقش تيماء – وقد أمضى أربع ساعات في نسخ النقوش والصور وقدر فلبي أن هذا المكان لم يزره أحد ممن ينظر إلى الصور نظرة كراهية ولو زاره أحد لما ترك من حجارته الأثرية حجرا فوق أخيه ، وذكر بأن هوبر وبيرز جاسن وسافيغناك لم يصلوا هذا المكان . ويضيف قائلا : وأعتقد أن اكتشاف قمة جبل غنيم من بين النتائج الرئيسة التي استطعت أن أحققها خلال تجوالي الطويل في أرض مدين ..
وسأنقل كلام فلبي بنصه من كتابه ( أرض مدين ) :
( وقد سرنا الآن ملتزمين سفح سلاسل جبال غنيم عبر رؤوس سهلة نسبيا للقنوات البارزة منها حتى وصلنا إلى سفح جبل غنيم نفسه بعد ثمانية أميال تقريبا ، إن صخوره الرملية المشبعة بالحديد إلى درجة عالية والتي ترتفع إلى ألف قدم ، وقد كساها الطقس وعوامل التعرية لونا أسود تتخلله عروق من الصخور ذات اللون القرنفلي والأصفر ، لم تمثل لنا أي صعوبة ، مثل ما كانت أقدام ثمود العديدة بدأت ومهدت لذلك منذ زمن بعيد ، طريقا واسعا ومناسبا على مدرجٍ سهلٍ إلى القمة ، حيث كنت أقف لأكتشف بلا ريب ( المكان السامي ) للآلهة القديمة ، وربما الإله صلم نفسه ، ويحمل وجه الجرف الناعم من الجناح الشمالي لكتلة القمة كثيرا من الرسومات لوجه صلم – ومنها البيضاوي الشكل ، بدون لحية – أو صورة للوجه مستدقة نسبيا وجبين عريض مستقيم ، والتي كانت توضع على أطرافه قرون أو آذان طويلة ، تبدو في الحقيقة مثل ريش الطيور الذي يرتديه الهنود الحمر في القصص والروايات التي كنت أقرؤها أيام شبابي ، مع ملامح نحيلة عادية . وأمام هذه الستارة السوداء توجد منصة ، التي كانت بال شك موقعا لمذبح القرابين على الرغم من أنه لم يكن من الممكن تحديدها بين كتل الصخور الرملية المنهارة والتي تغطي سطح الأرض ..
يستطيع المرء أن يتخيل المشهد في العصور القديمة عندما كانت حشود الناس الوثنيين جلوسا أو وقوفا على كل نقط من نقاط الرؤية الممتازة على جوانب الجبل ، لتشاهد باهتمام عظيم المهرجين من الكهنة وهم يستعدون للتضحية بحيوان ما أو ببكر عازبة للإله صلم الكبير ، وأثناء انتظارهم ربما لساعات وساعات على قمة الجبل لبدء مراسم احتفال التضحية ، كانوا يقطعون الوقت بنقش أسمائهم أو تحياتهم أو صلواتهم على الصخور من حولهم . وكان بعضهم صناعا مهرة رائعين ذوي حس مرهف لفن الخطوط والتزيين ، بينما كان آخرون فلاحين بسطاء لا يعلمون أكثر من كتابة أسمائهم أو خربشة صورة بسيطة لحيوان ما على الصخور . وقد مكثت أربع ساعات من فترة ما بعد الظهر أدوّن وأنسخ الكتابات والرسومات ، وأسجل جميع تفاصيل مشهد الصحراء الذي كنا نطل عليه . وفي الطريق ونحن صاعدون على المنحدر لاحظت قليلا من الرسوم البدوية ، ولكن لم يكن هناك أي نقوش عربية على الإطلاق ، حيث من الواضح أن المتعصبين في فترة صدر الإسلام أو من الوهابيين فيما بعد لم يجدوا طريقهم أبدا إلى هذا المشهد من الطقوس العربية القديمة ، والتي كانوا لن يتركوها أبدا سليمة حتى يتسنى لي اكتشافها ..
وأعتقد أن الدليلين اللذين كانا معي ، وهما رجلان من تيماء يدعيان صويلحا وليليا كانا مندهشين أيضا بنفس القدر الذي اندهشت به من روعة صف وترتيب الآثار القديمة التي عثرنا عليها في القمة . ومن المؤكد أن هوبر كان سيزور المكان لو أخبر بالكتابات الموجودة به ، وكذلك بيريس جوسين وسافيناك ، اللذان جمعا محصولا وفيرا من النقوش في اثنين من منخفضات الخبو على بعد حوالي ثلاثة أميال جنوبا من الغرب ، كانا سيفعلان نفس الشيء كما أنهما لم يعلما أو لم يكتشفا منطقة المحجة التي كانت صخورها – حسب ما اكتشفت فيما بعد – مغطاة بمئات النقوش والصور . وأعتقد أن اكتشافي ( للمكان السامي ) على جبل غنيم من بين النتائج الرئيسة لجولاتي الطويلة في أرض مدين . والرسم الأكثر إثارة للاهتمام والإعجاب هو ذلك الذي يبين إهداء رمح ملك بابل ، ربما كان نيونيدوس ، للإله من قبل رجل حصل عليه فيما يبدو في معركة ما . وهناك نقش آخر حفره رجل شارك في الحرب ضد دادان ( العلا الحالية ) ..
المراجع :
1-التعليقات والنوادر للهجري
2-معجم البلدان لياقوت الحموي
3-معجم ما استعجم للبكري
4-معجم شمال المملكة للجاسر
5-نظرات في تاج العروس للجاسر
6-حولية أطلال العدد الثاني عشر
7-كتاب الأمكنة والمياه لنصر الإسكندري
8-مقدمة عن آثار تيماء حامد إبراهيم أبو درك
9-تيماء ملتقى الحضارات للأنصاري
10-معجم معالم الحجاز عاتق البلادي
11-في شمال غرب الجزيرة للجاسر
12-مقدمة عن آثار تيماء إدارة الآثار والمتاحف في وزارة المعارف
13 – أرض مدين لهاري سانت جون فلبي
14 – مجلة العرب السنة الثالثة والعشرين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
خريطة تبين موقع جبل غنيم وما حوله من معالم ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
جانب من جبل غنيم ونلاحظ أمام السيارة بعض المستعمرات القديمة ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
جانب آخر من جبل غنيم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
جانب آخر .. ولاحظ جمال الجبل وهذه الرمال التي تكلله من كل جانب ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أيضا تظهر هنا بعض هضاب الجبل ورعانه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كل جانب منه يشعرنا بجماله الأخاذ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بعض الدوائر التي تحيط بغنيم وخصوصا من جهة الجنوب والجنوب الشرقي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هذه الدائرة المحكمة البناء ونلاحظ الحجارة المنصوبة في جهة من جهاتها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هنا نشاهد هذه الأحجار الطوال وقد تكون منصوبة يوما
من الأيام فسقطت بسبب طول العهد وعوامل التعرية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من هنا نشاهد القمة المرتفعة التي أمامنا وهي التي بني عليها معبد الإله ( صلم )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هذا الطريق الذي نشاهده والتي يصعد للمعبد يدلنا دلالة واضحة على كثرة
من كان يتردد لهذا المعبد في الألف الأول قبل الميلاد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الطريق الصاعد من جهة أخرى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قاعدة المعبد في قمة الجبل وقد بني بالحجارة الضخمة المشذبة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هذه الأرض الشاسعة التي تقع غربا من جبل غنيم تسمى المحجة
وقد اتخذ أهل تيماء منها مزارع جميلة تجود بطيب التمر ووافرالثمر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نقش ثمودي وبجانبه رسم لجمل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من زاوية أخرى للنقش السابق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كل هذه الكتابات السابقة هي كتابات ثمودية أغلبها تطلب النصر
من الإله ( صلم ) فهناك نقش يبين أن شخصا يدعى يدع بن عشم
يطلب النصر ويستمده من الإله صلم ..
كما أن هناك نقش يدعو الإله صلم إلى نصرة أتباعه على
أعدائهم من ( ددن ونبيط ومساء ) أي سكان ديدان (العلا )
والأنباط ، ومسا وهي إحدى القبائل العربية التي كانت تسكن
بوادي السرحان .
ومن النقوش المسجلة على صفحات صخور هذا المعبد
توضح توجه التيمائيين إلى معبودهم صلم
لمساعدتهم في الحرب ضد ددن ونبيط ومسا ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رسوم تجريدية لرأس الإله ( صَلَم ) ويظهر في بعضها أن رأسه
بيضاوي الشكل لا ذقن له ، أما جبهته فواسعة مستقيمة يبرز
من طرفيها قرنان فوق الأذنين الواسعتين ..
وصلم هذا هو من آله ثمود الرئيسة وتعتبر تيماء من أهم
الأماكن التي قدس فيها الإله صلم في الألف الأول قبل الميلاد
وقد ورد لفظ الإله ( صلم ) في كثير من النقوش الثمودية
والآرامية كما ورد في نقش روماني عثر عليه في دومة الجندل
مما يدل على وجود علاقة قائمة بين تيماء ودومة الجندل ..
ويرمز للإله ( صلم ) برأس ثور ، وقد يكون لفظ ( صنم )
الذي أطلق على آلهة الجاهليين في الحجاز منحدر من لفظ ( صلم ) ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نقش تجريدي لوجه يختلف عن الوجوه السابقة
وقد ورد في سفر التكوين اسم حدد مقرونا بتيماء باعتبارهما من أبناء إسماعيل ..
ما ورد في جبل حدد من نصوص :
- قال النابغة :
ساق الرُّفيدات من جَوش ومن حَدَد وماشَ من رَهْط ربْعيٍّ وحَجــّارِ
و قال ابن السكيت في شرح ديوان النابغة : جوش أرض لبني القين، وحَدَد أرض لكلب هو الحد ما بين جوش والجناب0 ماش : خلط 0
وقد ورد اسم حدد في التوراة اسماً لأحد المنحدرين من إسماعيل هو وتيما ويَطُور 0
وقال الهجري : حدد هو جبل تيماء0
وقال ياقوت : حدد جبل مطل على تيماء0
وقال نصر : حدد بالحاء المهملة ويصحف بالجيم - جبل مشرف على تيماء ، يهتدي به المسافر 0
وقال البكري : ( حدد ) بفتح أوله وثانيه ، بعده دال أخرى مهملة ، على مثال عدد : موضع من أرض كلب ... وقال أوس بن حارثة الكلبي ، جاهلي :
سُقْنا رُفيدةَ حتى احتل أولها تيماءَ يُذعر من سُلّافِها حَدَدُ
إحداثي المعبد الذي في قمة غنيم :
N 27 - 30 - 199
E 038 - 35 - 164
وقال الشيخ حمد الجاسر – رحمه الله – ولقد عثر فلبي في قمة جبل غنيم على معبد شاهد فيه صورا مرسومة في بعض الصخور تمثل الأوثان ومنها صورة رأس بيضاوي الشكل لا لحية له ، واسع الجبهة ، يبرز من طرفيها قرنان فوق أذنين واسعتين – لعله للصنم صلم المذكور في نقش تيماء – وقد أمضى أربع ساعات في نسخ النقوش والصور وقدر فلبي أن هذا المكان لم يزره أحد ممن ينظر إلى الصور نظرة كراهية ولو زاره أحد لما ترك من حجارته الأثرية حجرا فوق أخيه ، وذكر بأن هوبر وبيرز جاسن وسافيغناك لم يصلوا هذا المكان . ويضيف قائلا : وأعتقد أن اكتشاف قمة جبل غنيم من بين النتائج الرئيسة التي استطعت أن أحققها خلال تجوالي الطويل في أرض مدين ..
وسأنقل كلام فلبي بنصه من كتابه ( أرض مدين ) :
( وقد سرنا الآن ملتزمين سفح سلاسل جبال غنيم عبر رؤوس سهلة نسبيا للقنوات البارزة منها حتى وصلنا إلى سفح جبل غنيم نفسه بعد ثمانية أميال تقريبا ، إن صخوره الرملية المشبعة بالحديد إلى درجة عالية والتي ترتفع إلى ألف قدم ، وقد كساها الطقس وعوامل التعرية لونا أسود تتخلله عروق من الصخور ذات اللون القرنفلي والأصفر ، لم تمثل لنا أي صعوبة ، مثل ما كانت أقدام ثمود العديدة بدأت ومهدت لذلك منذ زمن بعيد ، طريقا واسعا ومناسبا على مدرجٍ سهلٍ إلى القمة ، حيث كنت أقف لأكتشف بلا ريب ( المكان السامي ) للآلهة القديمة ، وربما الإله صلم نفسه ، ويحمل وجه الجرف الناعم من الجناح الشمالي لكتلة القمة كثيرا من الرسومات لوجه صلم – ومنها البيضاوي الشكل ، بدون لحية – أو صورة للوجه مستدقة نسبيا وجبين عريض مستقيم ، والتي كانت توضع على أطرافه قرون أو آذان طويلة ، تبدو في الحقيقة مثل ريش الطيور الذي يرتديه الهنود الحمر في القصص والروايات التي كنت أقرؤها أيام شبابي ، مع ملامح نحيلة عادية . وأمام هذه الستارة السوداء توجد منصة ، التي كانت بال شك موقعا لمذبح القرابين على الرغم من أنه لم يكن من الممكن تحديدها بين كتل الصخور الرملية المنهارة والتي تغطي سطح الأرض ..
يستطيع المرء أن يتخيل المشهد في العصور القديمة عندما كانت حشود الناس الوثنيين جلوسا أو وقوفا على كل نقط من نقاط الرؤية الممتازة على جوانب الجبل ، لتشاهد باهتمام عظيم المهرجين من الكهنة وهم يستعدون للتضحية بحيوان ما أو ببكر عازبة للإله صلم الكبير ، وأثناء انتظارهم ربما لساعات وساعات على قمة الجبل لبدء مراسم احتفال التضحية ، كانوا يقطعون الوقت بنقش أسمائهم أو تحياتهم أو صلواتهم على الصخور من حولهم . وكان بعضهم صناعا مهرة رائعين ذوي حس مرهف لفن الخطوط والتزيين ، بينما كان آخرون فلاحين بسطاء لا يعلمون أكثر من كتابة أسمائهم أو خربشة صورة بسيطة لحيوان ما على الصخور . وقد مكثت أربع ساعات من فترة ما بعد الظهر أدوّن وأنسخ الكتابات والرسومات ، وأسجل جميع تفاصيل مشهد الصحراء الذي كنا نطل عليه . وفي الطريق ونحن صاعدون على المنحدر لاحظت قليلا من الرسوم البدوية ، ولكن لم يكن هناك أي نقوش عربية على الإطلاق ، حيث من الواضح أن المتعصبين في فترة صدر الإسلام أو من الوهابيين فيما بعد لم يجدوا طريقهم أبدا إلى هذا المشهد من الطقوس العربية القديمة ، والتي كانوا لن يتركوها أبدا سليمة حتى يتسنى لي اكتشافها ..
وأعتقد أن الدليلين اللذين كانا معي ، وهما رجلان من تيماء يدعيان صويلحا وليليا كانا مندهشين أيضا بنفس القدر الذي اندهشت به من روعة صف وترتيب الآثار القديمة التي عثرنا عليها في القمة . ومن المؤكد أن هوبر كان سيزور المكان لو أخبر بالكتابات الموجودة به ، وكذلك بيريس جوسين وسافيناك ، اللذان جمعا محصولا وفيرا من النقوش في اثنين من منخفضات الخبو على بعد حوالي ثلاثة أميال جنوبا من الغرب ، كانا سيفعلان نفس الشيء كما أنهما لم يعلما أو لم يكتشفا منطقة المحجة التي كانت صخورها – حسب ما اكتشفت فيما بعد – مغطاة بمئات النقوش والصور . وأعتقد أن اكتشافي ( للمكان السامي ) على جبل غنيم من بين النتائج الرئيسة لجولاتي الطويلة في أرض مدين . والرسم الأكثر إثارة للاهتمام والإعجاب هو ذلك الذي يبين إهداء رمح ملك بابل ، ربما كان نيونيدوس ، للإله من قبل رجل حصل عليه فيما يبدو في معركة ما . وهناك نقش آخر حفره رجل شارك في الحرب ضد دادان ( العلا الحالية ) ..
المراجع :
1-التعليقات والنوادر للهجري
2-معجم البلدان لياقوت الحموي
3-معجم ما استعجم للبكري
4-معجم شمال المملكة للجاسر
5-نظرات في تاج العروس للجاسر
6-حولية أطلال العدد الثاني عشر
7-كتاب الأمكنة والمياه لنصر الإسكندري
8-مقدمة عن آثار تيماء حامد إبراهيم أبو درك
9-تيماء ملتقى الحضارات للأنصاري
10-معجم معالم الحجاز عاتق البلادي
11-في شمال غرب الجزيرة للجاسر
12-مقدمة عن آثار تيماء إدارة الآثار والمتاحف في وزارة المعارف
13 – أرض مدين لهاري سانت جون فلبي
14 – مجلة العرب السنة الثالثة والعشرين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
خريطة تبين موقع جبل غنيم وما حوله من معالم ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
جانب من جبل غنيم ونلاحظ أمام السيارة بعض المستعمرات القديمة ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
جانب آخر من جبل غنيم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
جانب آخر .. ولاحظ جمال الجبل وهذه الرمال التي تكلله من كل جانب ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أيضا تظهر هنا بعض هضاب الجبل ورعانه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كل جانب منه يشعرنا بجماله الأخاذ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بعض الدوائر التي تحيط بغنيم وخصوصا من جهة الجنوب والجنوب الشرقي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هذه الدائرة المحكمة البناء ونلاحظ الحجارة المنصوبة في جهة من جهاتها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هنا نشاهد هذه الأحجار الطوال وقد تكون منصوبة يوما
من الأيام فسقطت بسبب طول العهد وعوامل التعرية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من هنا نشاهد القمة المرتفعة التي أمامنا وهي التي بني عليها معبد الإله ( صلم )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هذا الطريق الذي نشاهده والتي يصعد للمعبد يدلنا دلالة واضحة على كثرة
من كان يتردد لهذا المعبد في الألف الأول قبل الميلاد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الطريق الصاعد من جهة أخرى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قاعدة المعبد في قمة الجبل وقد بني بالحجارة الضخمة المشذبة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هذه الأرض الشاسعة التي تقع غربا من جبل غنيم تسمى المحجة
وقد اتخذ أهل تيماء منها مزارع جميلة تجود بطيب التمر ووافرالثمر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نقش ثمودي وبجانبه رسم لجمل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من زاوية أخرى للنقش السابق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كل هذه الكتابات السابقة هي كتابات ثمودية أغلبها تطلب النصر
من الإله ( صلم ) فهناك نقش يبين أن شخصا يدعى يدع بن عشم
يطلب النصر ويستمده من الإله صلم ..
كما أن هناك نقش يدعو الإله صلم إلى نصرة أتباعه على
أعدائهم من ( ددن ونبيط ومساء ) أي سكان ديدان (العلا )
والأنباط ، ومسا وهي إحدى القبائل العربية التي كانت تسكن
بوادي السرحان .
ومن النقوش المسجلة على صفحات صخور هذا المعبد
توضح توجه التيمائيين إلى معبودهم صلم
لمساعدتهم في الحرب ضد ددن ونبيط ومسا ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رسوم تجريدية لرأس الإله ( صَلَم ) ويظهر في بعضها أن رأسه
بيضاوي الشكل لا ذقن له ، أما جبهته فواسعة مستقيمة يبرز
من طرفيها قرنان فوق الأذنين الواسعتين ..
وصلم هذا هو من آله ثمود الرئيسة وتعتبر تيماء من أهم
الأماكن التي قدس فيها الإله صلم في الألف الأول قبل الميلاد
وقد ورد لفظ الإله ( صلم ) في كثير من النقوش الثمودية
والآرامية كما ورد في نقش روماني عثر عليه في دومة الجندل
مما يدل على وجود علاقة قائمة بين تيماء ودومة الجندل ..
ويرمز للإله ( صلم ) برأس ثور ، وقد يكون لفظ ( صنم )
الذي أطلق على آلهة الجاهليين في الحجاز منحدر من لفظ ( صلم ) ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نقش تجريدي لوجه يختلف عن الوجوه السابقة