على الرغم من إيماني بحرية الرأي والتعبير وبأنها حق طبيعي لكل إنسان على وجه هذه الأرض، إلا أني أختلف وبشدة مع من يؤيد ماقام به زميلنا الصحفي منتظر الزيدي ورشقه للرئيس الأمريكي بوش بالحذاء وما تلفظ به من كلمات!
وأتعجب جداً من ردود الأفعال المبالغ فيها في إعلامنا العربي سواء المطبوع أو المرئي والإشادة بما فعله زميلنا ووصفه بالعمل الجريء والبطولي!! سبحان الله!
أما ردة فعل الشعوب العربية فهي الأغرب، ففلان يطلب شراء الأحذية بالملايين ، وفلان يعرض ابنته للزواج من البطل ، وتصفيق حاد من كثير من الكتاب والصحفيين وشخصيات اعلامية مهمة !!
ترى مالذي حققه هذا الحذاء الذي لم يصب وجه بوش للأمة العربية عامة وللعراق بشكل خاص؟ هل تحرر العراق من الاحتلال الأمريكي؟ هل حصل الفلسطينيون على حقوقهم وأراضيهم ؟ هل انخفضت معدلات البطالة في عالمنا العربي؟ بالطبع لا!
إذن ما الفائدة التي تحققت .. لاشيء يذكر سوى "فشة خلق" كما يقال في بلاد الشام ..
أعترف بأنها إهانة كبيرة للرئيس الأمريكي جورج بوش، وإعلان صريح ومباشر لما تحمله الشعوب له من كراهية وعدم رضا بسبب كل ما تسبب به من حروب ودمار فترة حكمه ، واعترف أيضاً بأني انفعلت ضاحكة للحظات لدى رؤيتي للخبر ، لكني في ذات الوقت شعرت بالأسى على مهنة الصحافة وأخلاقياتها وما تعلمناه من معايير تكون للكلمة فيها وقع وتأثير وبأن سلاح الصحفي لنقل الحقيقة هو القلم مع المصداقية والحياد .. فجاء هذا التصرف الذي يتنافى مع كرامة المهنة ويخرج خروجاً صريحاً على القواعد العربية والإسلامية في التعامل مع الآخر .. وظللت اتساءل أين ذهبت أخلاقياتنا ؟ وكيف سينظر لنا العالم بعد هذه الواقعة ؟
علينا أن نذكر دوماً كصحفيين عظم المسؤولية التي نحملها على عاتقنا .. و يجب ألا نسمح بأي شكل من الأشكال للإنفعالات اللحظية أن تتحكم في تصرفاتنا ..
لذا أقول،نعم للتعبير بالقلم .. ولا للتعبير بالأحذية ..