يعتبر أعظم عالم على الإطلاق...لكل العصور..ذلك هو:
إسحاق نيوتن...عالم بريطاني ولد عام 1642.... ومات عام 1727ميلادي.
بدأ حياتهُ بصورة بالغة الشؤم,وكان ذلك في نفس السنة التي مات فيها(غاليليو:عالم إيطالي) حيث كان قد ولد قبل الأوان طفلاً خديجاً في واحدة من أكثر الأماكن تواضعاً وفقراً في قرية(ولسثورب)في(لينكو لنشاير)وقد كان من المشكوك فيهِ بعد ولادتهِ ببضعة أيام في أنهُ سيعيش . بعد ولادتهِ بفترة قصيرة تزوجت أمهُ الأرملة مرة ثانية وتركتهُ برعاية جده وجدته. وعندما أصبح في الثانية عشرة من عمرهِ أرسل إلى المدرسة في(غرانثام) حيث كان يبدو بأنهُ لم يُظهر إلا القليل من علامات التميز الدراسية بين زملائهِ,إلا أنه كان يقضي قدراً كبيراً من الوقت خلاله يصنع الطائرات الورقية والساعات المائية والشمسية(المِــْزوَلة)هذا ومن المؤكد أنه لم يكن قد حصل على القدر المطلوب من التعليم في تلك الفترة . وبعد تركهِ الدراسة أخذ يقضي معظم أوقاتهِ في مزرعة والدتهِ وظل على ذلك إلى سنة 1661م حين ساعده الحظ على أن يقبل في جامعة (كامبريدج) ولم يكن ذلك ليحدث لولا الوساطة التي سعى إليها لهُ بها أحد أعمامهِ . وبعد أن تخرج في سنة 1665م بدون أي قدر من التميز, قرر نيوتن أن يبقى في كامبريدج إلا أنه اُرسل إلى قريته بسبب الطاعون الذي كان يجتاح لندن مهدداً كل شيءٍ فيها بالخراب . وفي البيت !!! بدأ يدرس أعمال كل الرياضيين الكبار وأصبح مهتماً بصورة خاصة في موضوع البصريات والرياضيّات التطبيقية . وقد كان في تلك الفترة أن حدثت حادثة(التفاحة)الشهيرة{ التي سقطت على رأسهِ أثناء جلوسهِ تحت الشجرة وجعلتهُ يكتشف قانون الجاذبية}.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وفي نفس الفترة بدأ نيوتن بتطوير حساب التفاضل والتكامل ونظرية ذات الحدين,كما بدأ يفكر في القوة التي تجعل القمر يظلُّ في نفس المكان وقانون التربيع العكسي . وبالرغم من أن الطيف كان معروفاً بالنسبة للأغريق القدماء فإن نيوتن كان أول من لاحظ بأن حزمة الضوء القادمة من الشمس كانت إذا مرّت خلال موشور زجاجي فإنهُ يمكن أن ينتج عنهُ مجموعة من ألوان الطيف الشمسي , وقد كانت عبقريتهُ تكمن في أنهُ إكتشف بأن إعادة إمرار هذه الألوان من خلال موشور ثاني يؤدي إلى إعادة تجميع هذه الحزم الضوئية الملونة لإنتاج الضوء الإعتيادي مرة أخرى. ورغم أنهُ كان يُـلقي بعض المحاضرات القليلة جداً(كان يلقيها بدرجة بالغة من الرداءة والضعف) كان يُـنفق معظم وقتهِ منهمكاً في إجراء البحوث التي تناولت عدداً هائلاً من المواضيع العلمية المتنوعة. وقد كان من نتائج طفولتهِ البائسة التي عاش معظمها بدون رعاية أبوية صحيحة,فقد أثرَّ ذلك بأن أصبح عندما كبر إنساناً إنطوائياً وغير محبوب من الآخرين. وربما كان هذا هو السبب في أنهُ لم يتزوج على الإطلاق.إن أعظم ما أنتجهُ نيوتن,كان كتابهُ{ المبادئ في الرياضيات والفلسفة الطبيعية} والذي كتبهُ في ثمانية عشر شهراً فقط(نـُـشـر عام 1687م). لقد جسّد هذا الكتاب كل أعمالهِ في الميكانيكا. ويعتبر هذا الكتاب اليوم أعظم عمل علمي تم إنتاجهُ على الإطلاق في تاريخ البشرية . وقد احتوى الكتاب على عدد من القواعد والمبادئ تحت عنوان:البراهين والحجج في الفلسفة. حيث تنص القاعدة رقم واحد على مايلي:
((لا ينبغي لنا أن نقبل المزيد من أسباب الأشياء الطبيعية غير تلك التي تثبت صحتها والقدر الكافي من تفسير ظهورها ))
وبالإضافة لفضله في إكتشاف الجاذبية ووضعه لقانون يعرف بـِ(قانون نيوتن للجاذبية),فإن لهُ ثلاثة قوانين في الحركة,(قانون نيوتن الأول للحركة & قانون نيوتن الثاني للحركة& قانون نيوتن الثالث للحركة
ولا يكاد عـلـمٌ من العـلوم الكثيرة يخلو من إسم نيوتن إما بقانون أو معادلة أو إكـتـشاف, فقد تطرق للعديد من المجالات وساهم بالكثير فيها
فـإسـهـامـاتـُـهُ على سبيل المثال تعددت في : الفلك , الكهرباء , المغناطيسية ,الطاقة المائية ,الرياضيّات , الميكانيكا , الفيزياء , التكييف والتبريد , التسخين , البصريات , الضوء , حركة المقذوفات .
وقد أثنى عليهِ العديد من العلماء المعاصرين لهُ والآتين بعد زمنهِ فمنهم ألبرت آينشتاين إذ قال:(( لم تكن أهمية مباحث نيوتن في كونهِ أوجد أساساً قابلاً للإستعمال ومُــــْرضياً من الناحية المنطقية للميكانيكا بحصر المعنى...بل كانت مبادئهُ الأساسية سليمة جداً من وجهة نظر المنطق
وقد قال (( إرنست بلوخ :((من الصعب أن نـُـكـوِّن فكرة عن جرأة نيوتن عندما فـسَّـر الأجرام السماوية - المُـثـقـلـة بكل ضروب الخرافة - بقوانين آلية خالصة , وتفسيره الأرضي هذا فتح ثغرة هائلة في فكرة السماء
وقال (( دالمبير : (( هذا العبقري الكبير{ نيوتن } أدرك أنهُ قد آن الأوان لتحرير الطبيعيات من التكهنات والفروض المبهمة,ولإخضاع هذا العلم للتجارب والهندسة لا غير....ولا ريب أنهُ إستحق , بإغنائهِ الفلسفة بعدد جمّ من الخيور الفعلية , كل عرفانها بالجميل . لكنهُ ربما فعل من أجلها أكثر من ذلك إذ علمها أن تكون حكيمة وأن تكبح ضمن حدود صحيحة تلك الجرأة