المشاكل البيئية المعاصرة :
كلّما اتّجه انسانُ العصر نحو المادّية أكثر، وانغمس في الأنانية أكثر، وابتعد عن القيم الانسانية أكثر، واجه مشاكل بيئية متزايدة ومعقّدة أحياناً.
البيئة حضنٌ رحيم.. منها نستمدّ غذاءنا.. وفيها نجدُ بعض
سلوتنا من عناء العمل وتعب الحياة.. وعلى عتباتها نُلقي همومنا.. وفي ساحاتها نتدفق حيويّة وحراكاً ومنافسة لبناء حاضرنا ومستقبلنا..
البيئةُ هي (المسكن) والملجأ والمأوى والمبيت والملاذ..
والبيئة هي (الطعام) والغذاء والقوت والمعاش والطيِّبات من الرِّزق..
والبيئة هي (الماء) والشراب والريّ والخضرة اليانعة..
والبيئة هي (الهواء) الذي نتنفّسه وننشق عبيره ونتحسّس برده وحرارته..
البيئةُ هي (مدرستنا) و(مشغلنا) و(متجرنا) و(محلّتنا) و(منازلنا) و(شوارعنا).. و(نزهتنا)..
البيئةُ: هي أهلنا وجيراننا وأقرباؤنا وزملاؤنا.. ومعهم نحن بيئة بهذا الوصف وهذا الحجم تتطلب اهتماماً خاصاً.. فإذا كان (بيتنا الصغير) الذي يحتضن أسرتنا هو موضع اهتمام كلّ فرد فيها وليس مسؤولية الأبوين فقط، فإنّ (بيتنا الكبير) البيئة، جدير بالرعاية هو الآخر، لأنّه يوفِّر لنا خيمة من الأمن والطمأنينة والرفاه لا يستغني عنها بيت أو متجر أو زقاق أو سوق أو مدرسة أو ملعب..
بيئتنا.. بيتنا الكبير.. مهدّد بأكثر من مشكلة.. وربّما ساهمنا عن قصد ودراية أو عن جهل وغفلة، في زيادة الطين بلّة.. اُنظر حولك.. ترى التهاون في إلقاء القمامة حتى في الأماكن غير المخصّصة لها.. وقد تكون حاوية القمامة قريبة، لكن الإهمال والتقاعس وتقليد الكسالى يجعلنا لا نبالي بالقاء المُهمَل خارج سلّة المهملات.. والنفاية خارج صناديق القمامة.. نلقيها على الرصيف أو على أرض غرفة الجلوس.. أو في السيارة.. أو في درج المقعد الدارسيّ!
وقد تجد مدخناً لا يبالي في أن يضبّب المكان الذي يجلس فيه من دون التفات أو مراعاة لمشاعر الآخرين.. وربّما لم يكن على اطلاع أنّ التدخين السلبي أو ما يتنشّقهُ المحيطون به من غير المدخنين من دخان سجائره، هو أضرُّ على صحّتهم ممّا لو كانوا مدخنين بالفعل.. أمّا إذا كان يعلم ويتعمّد الإضرار بالآخر فضلاً عن الإضرار بنفسه كمدخن.. فتلك مصيبة!
وإذا صادف وسافرت مع أهلك وأصدقائك في رحلة جماعية ونزلتم في بعض الطريق لتناول الطعام، وتركتم بقاياه وعلب المشروبات الفارغة في أماكن جلوسكم التي هي أماكن عامّة..
فلك أن تتصوّر مكان الاستراحة هذا، كيف سيكون منظرهُ إذا تكرّر مشهد الإهمال مع مسافرين لا يعيرون للنظافة اهتماماً؟!
ومَن يدري فقد تُشعلون النار في وسط غابة للتسلية أو للتدفئة ثمّ تغادرونها من دون إخماد أو القاء الماء عليها.. فقد تمتد النار إلى الأوراق اليابسة ثمّ تتسع لتلتهم أو تقضم مساحات لا يمكن تقديرها، وقد يتعذّر على فرق الاطفاء إخمادها إلاّ بعد جهد جهيد.
ناهيك عن المشاكل البيئية الكبيرة والعويصة مثل تصاعد سحب الدخان السام من عادمات السيارات (الأنبوب الخلفي) ومداخن المصانع في داخل المدن وقرب المناطق السكانيّة.. وصدق مَن قال: تلوّث الهواء يصيب الطبيعة الأم بالشيب قبل أوانها.
هذا فضلاً عمّا نشهده من ارتفاع غير عادي لدرجات الحرارة في بعض المناطق وما يتسبّبه ذلك من تصاعد الأبخرة وهطول الأمطار الغزيرة، وحصول الفيضانات التي تودي بأرواح مئات الآلاف من الأبرياء، كما في (مدّ سونامي) شمال شرق آسيا عام 2005م، وما تحصده الأمراض الغريبة والخطيرة من أرواح الآلاف من المصابين بانفلونزا الطيور أو نقص المناعة، وأضعافهم من المتضررين بالزلازل والبراكين والأعاصير والحروب البايولوجية وغير البايولوجية التي تفتك بالأرواح والممتلكات..
يقول (رافيل كارزون): «كلّ كائن بشري هو الآن خاضع للاحتكاك بالمواد الكيميائية الخطيرة من لحظة تصوّره وحتى موته»!!
هذه الكوارث البيئية ناجمة ـ في جانب منها ـ من الفساد في الأرض، وفي الجانب الآخر، ظواهر طبيعية تنذر الانسان لتعيده إلى صوابه عسى أن يثوب ويتوب.. يقول تعالى: (ظهر الفسادُ في البرّ والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلّهم يرجعون ) (الرُّوم/ 41).
إنّ فساد البيئة ينجم أحياناً عن كثرة الذنوب والمعاصي.. تلك حقيقة تقررها أكثر من آية ويؤكِّدها أكثر من نصّ قرآني ونبويّ، ولا شكّ أنّ كلّ انحراف أو مخالفة تترك بصمتها السيِّئة على البيئة، وقد قيل: إنّ مثل الذنب والمعصية كمثل الغذاء المسموم، لابدّ أن يترك أثره السيِّئ في البدن، ممّا يُبيِّن بوضوح العلاقة بين (الذنب) وبين الانعكاس البيئي له.. ورد في بعض الأحاديث: «مَن يموت بالذنوب أكثر ممّن يموت بالآجال»!!
في مؤتمر حول البيئة عقد عام 1972م من القرن الماضي، جاء في البيان الختامي: «قد نسينا كيف نكون ضيوفاً جيِّدين، وكيف نمشي على الأرض كما تفعل المخلوقات الأخرى»!!
ويقول علماء البيئة: «الانسان هو مَن قام بتدمير البيئة موصلاً إيّاها إلى هذا الموقع الدراماتيكي المأساوي»!
كلّما اتّجه انسانُ العصر نحو المادّية أكثر، وانغمس في الأنانية أكثر، وابتعد عن القيم الانسانية أكثر، واجه مشاكل بيئية متزايدة ومعقّدة أحياناً.
البيئة حضنٌ رحيم.. منها نستمدّ غذاءنا.. وفيها نجدُ بعض
سلوتنا من عناء العمل وتعب الحياة.. وعلى عتباتها نُلقي همومنا.. وفي ساحاتها نتدفق حيويّة وحراكاً ومنافسة لبناء حاضرنا ومستقبلنا..
البيئةُ هي (المسكن) والملجأ والمأوى والمبيت والملاذ..
والبيئة هي (الطعام) والغذاء والقوت والمعاش والطيِّبات من الرِّزق..
والبيئة هي (الماء) والشراب والريّ والخضرة اليانعة..
والبيئة هي (الهواء) الذي نتنفّسه وننشق عبيره ونتحسّس برده وحرارته..
البيئةُ هي (مدرستنا) و(مشغلنا) و(متجرنا) و(محلّتنا) و(منازلنا) و(شوارعنا).. و(نزهتنا)..
البيئةُ: هي أهلنا وجيراننا وأقرباؤنا وزملاؤنا.. ومعهم نحن بيئة بهذا الوصف وهذا الحجم تتطلب اهتماماً خاصاً.. فإذا كان (بيتنا الصغير) الذي يحتضن أسرتنا هو موضع اهتمام كلّ فرد فيها وليس مسؤولية الأبوين فقط، فإنّ (بيتنا الكبير) البيئة، جدير بالرعاية هو الآخر، لأنّه يوفِّر لنا خيمة من الأمن والطمأنينة والرفاه لا يستغني عنها بيت أو متجر أو زقاق أو سوق أو مدرسة أو ملعب..
بيئتنا.. بيتنا الكبير.. مهدّد بأكثر من مشكلة.. وربّما ساهمنا عن قصد ودراية أو عن جهل وغفلة، في زيادة الطين بلّة.. اُنظر حولك.. ترى التهاون في إلقاء القمامة حتى في الأماكن غير المخصّصة لها.. وقد تكون حاوية القمامة قريبة، لكن الإهمال والتقاعس وتقليد الكسالى يجعلنا لا نبالي بالقاء المُهمَل خارج سلّة المهملات.. والنفاية خارج صناديق القمامة.. نلقيها على الرصيف أو على أرض غرفة الجلوس.. أو في السيارة.. أو في درج المقعد الدارسيّ!
وقد تجد مدخناً لا يبالي في أن يضبّب المكان الذي يجلس فيه من دون التفات أو مراعاة لمشاعر الآخرين.. وربّما لم يكن على اطلاع أنّ التدخين السلبي أو ما يتنشّقهُ المحيطون به من غير المدخنين من دخان سجائره، هو أضرُّ على صحّتهم ممّا لو كانوا مدخنين بالفعل.. أمّا إذا كان يعلم ويتعمّد الإضرار بالآخر فضلاً عن الإضرار بنفسه كمدخن.. فتلك مصيبة!
وإذا صادف وسافرت مع أهلك وأصدقائك في رحلة جماعية ونزلتم في بعض الطريق لتناول الطعام، وتركتم بقاياه وعلب المشروبات الفارغة في أماكن جلوسكم التي هي أماكن عامّة..
فلك أن تتصوّر مكان الاستراحة هذا، كيف سيكون منظرهُ إذا تكرّر مشهد الإهمال مع مسافرين لا يعيرون للنظافة اهتماماً؟!
ومَن يدري فقد تُشعلون النار في وسط غابة للتسلية أو للتدفئة ثمّ تغادرونها من دون إخماد أو القاء الماء عليها.. فقد تمتد النار إلى الأوراق اليابسة ثمّ تتسع لتلتهم أو تقضم مساحات لا يمكن تقديرها، وقد يتعذّر على فرق الاطفاء إخمادها إلاّ بعد جهد جهيد.
ناهيك عن المشاكل البيئية الكبيرة والعويصة مثل تصاعد سحب الدخان السام من عادمات السيارات (الأنبوب الخلفي) ومداخن المصانع في داخل المدن وقرب المناطق السكانيّة.. وصدق مَن قال: تلوّث الهواء يصيب الطبيعة الأم بالشيب قبل أوانها.
هذا فضلاً عمّا نشهده من ارتفاع غير عادي لدرجات الحرارة في بعض المناطق وما يتسبّبه ذلك من تصاعد الأبخرة وهطول الأمطار الغزيرة، وحصول الفيضانات التي تودي بأرواح مئات الآلاف من الأبرياء، كما في (مدّ سونامي) شمال شرق آسيا عام 2005م، وما تحصده الأمراض الغريبة والخطيرة من أرواح الآلاف من المصابين بانفلونزا الطيور أو نقص المناعة، وأضعافهم من المتضررين بالزلازل والبراكين والأعاصير والحروب البايولوجية وغير البايولوجية التي تفتك بالأرواح والممتلكات..
يقول (رافيل كارزون): «كلّ كائن بشري هو الآن خاضع للاحتكاك بالمواد الكيميائية الخطيرة من لحظة تصوّره وحتى موته»!!
هذه الكوارث البيئية ناجمة ـ في جانب منها ـ من الفساد في الأرض، وفي الجانب الآخر، ظواهر طبيعية تنذر الانسان لتعيده إلى صوابه عسى أن يثوب ويتوب.. يقول تعالى: (ظهر الفسادُ في البرّ والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلّهم يرجعون ) (الرُّوم/ 41).
إنّ فساد البيئة ينجم أحياناً عن كثرة الذنوب والمعاصي.. تلك حقيقة تقررها أكثر من آية ويؤكِّدها أكثر من نصّ قرآني ونبويّ، ولا شكّ أنّ كلّ انحراف أو مخالفة تترك بصمتها السيِّئة على البيئة، وقد قيل: إنّ مثل الذنب والمعصية كمثل الغذاء المسموم، لابدّ أن يترك أثره السيِّئ في البدن، ممّا يُبيِّن بوضوح العلاقة بين (الذنب) وبين الانعكاس البيئي له.. ورد في بعض الأحاديث: «مَن يموت بالذنوب أكثر ممّن يموت بالآجال»!!
في مؤتمر حول البيئة عقد عام 1972م من القرن الماضي، جاء في البيان الختامي: «قد نسينا كيف نكون ضيوفاً جيِّدين، وكيف نمشي على الأرض كما تفعل المخلوقات الأخرى»!!
ويقول علماء البيئة: «الانسان هو مَن قام بتدمير البيئة موصلاً إيّاها إلى هذا الموقع الدراماتيكي المأساوي»!