الأدب الأندلسي
إذا كان الأندلسيون قد ترسموا خطا المشارقة في حياتهم الاجتماعية والأدبية ، فمن الطبيعي أن يكون النثر الأندلسي محاكياً لنثر المشارقة من حيث الفنون والأغراض.
إذا أن هؤلاء الأندلسيين لم يكتبوا نثراً ارتقى إلى مستوى النثر العباسي قبل القرن الرابع الهجري , كما أنهم لم يستحدثوا لأنفسهم مذهباً جديداً في الكتابة معتمدين على عدم الإكثار من المحسنات البديعية إلا في عهد ملوك الطوائف , وبقيت الأنواع الأدبية والأغراض الأدبية أسيرة لمنهج المشارقة من حيث استخدام الأمثال والاقتباس من القراءن الكريم , والعناية بالسجع .
ب- ومن الأنواع الأدبية التي كتب بها الأندلسيون :
1-الخطابة الأندلسية :
وقد احتل هذا الفن من اللحظة الأولى التي دخل فيها العرب الأندلس مكانة مرموقة، والغرض عند الأندلسين من الخطبة كما هو عند المشارقة يتمثل في إيقاظ نار الحماسة وبث روح الجهاد ، ونشر الدين وإخضاع الأقاليم حيث تمثل الأمراء والحلفاء فصاحة اللغة وعمق البيان واتسمت هذه الخطبة بالسمات التالية:
آ- سهولة العبارة . ب- البعد عن السجع.
ج- الجريان مع الطبع. د- القدرة على التأثير.
هـ- الايجاز والبلاغة. و- وضوح المعاني.
"الوليد بن عبد الرحمن بن غانم- عبد الله الفخّار- القاضي أبو الحسن منذر بن سعيد البلوطي".
2-فن الترسل الأندلسي:
كما ترسم الأندلسيون خطا المشارقة في الخطابة، حذوا حذوهم في فن الترسل فكتبوا رسائلهم تبعاً للأحوال السياسية والاجتماعية والأدبية وقد برز لديهم نوعان من الرسائل:
الأول: الرسائل الديوانية: وتختص بمكاتبات الملوك والأمراء وما يتعلق بشؤون الخلافة من عزل أو تعيين حاكم أو إصدار مرسوم.
الثاني: الرسائل الأدبية: وقد برع فيها الأندلسيون واحتوت على المناظرات والمناقشات والقصص الخيالية ، ورسائل الاستعطاف والهجاء الساخر ابن زيدون في رسالته (الجدية والهزلية).
وكتب في المناظرات بين السيف والقلم (ابن برد الأصلع، وكتب رسالة (التوابع والزوابع) لابن شهيد.
وأهم ما كتب في الفلسفة (حي ابن يقظان) لابن طفيل.
1- التأليف والتصحيف الأندلسي:
وقد اتسعت أبوابه عندما توفقت ينابيع العلم والثقافة عندما بدأ الأندلسيون يؤطرون للعلوم الطبيعة والفلسفة.
فكتب ابن سيده كتاب (المخصص) في معاني الألفاظ، وكتب الزهراوي في الطب والصيدلة (التنضيف) وصنف ابن حزم (طوق الحمامة) في فلسفة الحب، وكتب لسان الدين بن الخطيب (الإحاطة في تاريخ غرناطة) وكتب الأدريسي في الجغرافيا (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) وابن بسام الأندلسي (الذخيرة في محاسن الجزيرة) وكتب ابن عبد ربه في الأدب (العقد الفريد). وكتب ابن عصفور في فن الصرف.
الفصل الثالث
أبرز أعلام الأدب الأندلسي
إذا كان الأدب الأندلسي فم يعدُ أن يكون امتداداً لأدب المشارقة فإنه قد برز فيه مجموعة من الشعراء والأدباء تركوا أثراً بارزاً في الحياة الثقافية الأندلسية والعربية وبقيت أسماؤهم أعلاماً متميزة كابن هانئ وابن شهيد وابن خفاجة والمعتمد بن عباد ولسان الدين الخطيب.
آ- ابن هانئ:
علمٌ من أعلاف الأدب الأندلسي، ولد في اشبيلية عام (326هـ) وتوفي في مخموراً مقتولاً في المغرب العربي عام (362هـ) ولم يتجاوز السادسة والثلاثين .
كان ميالاً إلى اللهو والمجون والزندقة والتمذهب بمذهب الفلاسفة، التقى بحاكم اشبيلية فأكرمه، ولكن أهلها سخطوا عليه فأشار عليه أميرها بالنزوح لينسى خبره فهاجر إلى المغرب واتصل بجوهر الصقلي قائد المنصور الفاطمي وقرّبه المعز بن المنصور وطلب منه جوهر أن يلتحق بمصر، فوجد مقتولاً في اليوم التالي.
ويعد من شعراء الطبقة الأولى، ترسم خطا المتنبي وأكثر من وصف الجيوش والمعارك واعتمد على تغليب اللفظ على المعنى مشبهه المعري(برحىً تطحن القرون) ألفاظه فيها قعقعة، تكلّف الصنعة البديعية والتوشية في شعره واستعمل الجناس، ولم يصور البيئة الأندلسية بل لجأ إلى تقليد شعراء الجزيرة من ذلك قوله:
أما والجواري المنشآت التي سرت لقد ظهرتها عدّةٌ وعديد
قبابٌ كما تزجى القباب على المها ولكنّ من ضمّت عليه اسود
ومن ذلك قوله في المعز لدين الله الفاطمي:
ما شئت لا ما شاءت الأقدارُ فاحكم فأنت الواحد القهار
فكأنّما أنت النبي محمد وكأنّما أنصارك الأنصار
ومن رثائه قوله:
إنا وفي آمال أنفسنا طولٌ وفي أعمارنا قصرُ
لنرى بأعيننا مصارعنا لو كانت الألبابُ تعتبرُ
ب- ابن شهيد الولادة (382هـ):
ولد أحمد بن أبي مروان بن شهيد في أسرة شريفة في مدينة قرطبة، وقد كان كاتباً وشاعراً،طريف المعشر، يهوى النكتة والدعابة، ويحب مجالس الأنس قرّبه إليه حاكم قرطبة المؤتمن، كتب في المدح والوصف والغزل، له باع طويل في النثر فقد كتب رسائل عدة في الحلواء ورسالة في وصف البرد والنار وأهم رسائله (التوابع والزوابع) كتبتها على غرار رسالة الغفران للمعري وقد امتاز شعره ونثره ببراعة الأسلوب وسعة الاطلاع والميل إلى القصص والفكاهة و شاكل في شعره الجاحظ وابن المقفع، واتسم نثره بالسجع توفي عام (426هـ).
ج- المعتمد بن عباد:
أشهر ملوك الطوائف، والده المعتضد بالله ولد عام (431هـ) وتولى ملك اشبيلية عام (461هـ) استوزر ابن عماد الشاعر وأكرم الأدباء والعلماء وبلغ مكله إلى مرسية.
استنجد بيوسف بن تاشفين بعد أن هدده ألفونس السادس فدخل ابن عاشفين الأندلس وطرد القشتاليين وضم الأندلس إلى ملكه، وسجن المعتمد في سجن (أغمات) قرب مراكش.
توفي المعتمد في السجن عام (488هـ).
اتخذ الشعر أداة للتعبير عن مشاعره، فوصف الطبيعة والخمر والملاهي، وكتب في الغزل، وأحبّ المعتمد (اعتماد الرميكية) وتزوجها وعاش أيامه الأخيرة شجيناً في أغمات كما عاش أبو فراس سجيناً في (خرشنة).
كانت أشفاره زافرات متقطعة من ذلك قوله:
غريبٌ بأرض المغربين أسير سيبكي عليه منبر وسرير
مضى زمنٌ والملك مستأنس به وأصبح منه اليوم وهو نفوز
د- ابن خفاجة:
ولد ابراهيم في جزيرة (شُقر) البلنسية عام 454هـ.
وعاش في أيام ملوك الطوائف يمكن على اللهو وكتب شعراً ونثراً في المدح والرثاء والشكوى والوصف وأولع بجمال الطبيعة الأندلسية .
إذا كان الأندلسيون قد ترسموا خطا المشارقة في حياتهم الاجتماعية والأدبية ، فمن الطبيعي أن يكون النثر الأندلسي محاكياً لنثر المشارقة من حيث الفنون والأغراض.
إذا أن هؤلاء الأندلسيين لم يكتبوا نثراً ارتقى إلى مستوى النثر العباسي قبل القرن الرابع الهجري , كما أنهم لم يستحدثوا لأنفسهم مذهباً جديداً في الكتابة معتمدين على عدم الإكثار من المحسنات البديعية إلا في عهد ملوك الطوائف , وبقيت الأنواع الأدبية والأغراض الأدبية أسيرة لمنهج المشارقة من حيث استخدام الأمثال والاقتباس من القراءن الكريم , والعناية بالسجع .
ب- ومن الأنواع الأدبية التي كتب بها الأندلسيون :
1-الخطابة الأندلسية :
وقد احتل هذا الفن من اللحظة الأولى التي دخل فيها العرب الأندلس مكانة مرموقة، والغرض عند الأندلسين من الخطبة كما هو عند المشارقة يتمثل في إيقاظ نار الحماسة وبث روح الجهاد ، ونشر الدين وإخضاع الأقاليم حيث تمثل الأمراء والحلفاء فصاحة اللغة وعمق البيان واتسمت هذه الخطبة بالسمات التالية:
آ- سهولة العبارة . ب- البعد عن السجع.
ج- الجريان مع الطبع. د- القدرة على التأثير.
هـ- الايجاز والبلاغة. و- وضوح المعاني.
"الوليد بن عبد الرحمن بن غانم- عبد الله الفخّار- القاضي أبو الحسن منذر بن سعيد البلوطي".
2-فن الترسل الأندلسي:
كما ترسم الأندلسيون خطا المشارقة في الخطابة، حذوا حذوهم في فن الترسل فكتبوا رسائلهم تبعاً للأحوال السياسية والاجتماعية والأدبية وقد برز لديهم نوعان من الرسائل:
الأول: الرسائل الديوانية: وتختص بمكاتبات الملوك والأمراء وما يتعلق بشؤون الخلافة من عزل أو تعيين حاكم أو إصدار مرسوم.
الثاني: الرسائل الأدبية: وقد برع فيها الأندلسيون واحتوت على المناظرات والمناقشات والقصص الخيالية ، ورسائل الاستعطاف والهجاء الساخر ابن زيدون في رسالته (الجدية والهزلية).
وكتب في المناظرات بين السيف والقلم (ابن برد الأصلع، وكتب رسالة (التوابع والزوابع) لابن شهيد.
وأهم ما كتب في الفلسفة (حي ابن يقظان) لابن طفيل.
1- التأليف والتصحيف الأندلسي:
وقد اتسعت أبوابه عندما توفقت ينابيع العلم والثقافة عندما بدأ الأندلسيون يؤطرون للعلوم الطبيعة والفلسفة.
فكتب ابن سيده كتاب (المخصص) في معاني الألفاظ، وكتب الزهراوي في الطب والصيدلة (التنضيف) وصنف ابن حزم (طوق الحمامة) في فلسفة الحب، وكتب لسان الدين بن الخطيب (الإحاطة في تاريخ غرناطة) وكتب الأدريسي في الجغرافيا (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) وابن بسام الأندلسي (الذخيرة في محاسن الجزيرة) وكتب ابن عبد ربه في الأدب (العقد الفريد). وكتب ابن عصفور في فن الصرف.
الفصل الثالث
أبرز أعلام الأدب الأندلسي
إذا كان الأدب الأندلسي فم يعدُ أن يكون امتداداً لأدب المشارقة فإنه قد برز فيه مجموعة من الشعراء والأدباء تركوا أثراً بارزاً في الحياة الثقافية الأندلسية والعربية وبقيت أسماؤهم أعلاماً متميزة كابن هانئ وابن شهيد وابن خفاجة والمعتمد بن عباد ولسان الدين الخطيب.
آ- ابن هانئ:
علمٌ من أعلاف الأدب الأندلسي، ولد في اشبيلية عام (326هـ) وتوفي في مخموراً مقتولاً في المغرب العربي عام (362هـ) ولم يتجاوز السادسة والثلاثين .
كان ميالاً إلى اللهو والمجون والزندقة والتمذهب بمذهب الفلاسفة، التقى بحاكم اشبيلية فأكرمه، ولكن أهلها سخطوا عليه فأشار عليه أميرها بالنزوح لينسى خبره فهاجر إلى المغرب واتصل بجوهر الصقلي قائد المنصور الفاطمي وقرّبه المعز بن المنصور وطلب منه جوهر أن يلتحق بمصر، فوجد مقتولاً في اليوم التالي.
ويعد من شعراء الطبقة الأولى، ترسم خطا المتنبي وأكثر من وصف الجيوش والمعارك واعتمد على تغليب اللفظ على المعنى مشبهه المعري(برحىً تطحن القرون) ألفاظه فيها قعقعة، تكلّف الصنعة البديعية والتوشية في شعره واستعمل الجناس، ولم يصور البيئة الأندلسية بل لجأ إلى تقليد شعراء الجزيرة من ذلك قوله:
أما والجواري المنشآت التي سرت لقد ظهرتها عدّةٌ وعديد
قبابٌ كما تزجى القباب على المها ولكنّ من ضمّت عليه اسود
ومن ذلك قوله في المعز لدين الله الفاطمي:
ما شئت لا ما شاءت الأقدارُ فاحكم فأنت الواحد القهار
فكأنّما أنت النبي محمد وكأنّما أنصارك الأنصار
ومن رثائه قوله:
إنا وفي آمال أنفسنا طولٌ وفي أعمارنا قصرُ
لنرى بأعيننا مصارعنا لو كانت الألبابُ تعتبرُ
ب- ابن شهيد الولادة (382هـ):
ولد أحمد بن أبي مروان بن شهيد في أسرة شريفة في مدينة قرطبة، وقد كان كاتباً وشاعراً،طريف المعشر، يهوى النكتة والدعابة، ويحب مجالس الأنس قرّبه إليه حاكم قرطبة المؤتمن، كتب في المدح والوصف والغزل، له باع طويل في النثر فقد كتب رسائل عدة في الحلواء ورسالة في وصف البرد والنار وأهم رسائله (التوابع والزوابع) كتبتها على غرار رسالة الغفران للمعري وقد امتاز شعره ونثره ببراعة الأسلوب وسعة الاطلاع والميل إلى القصص والفكاهة و شاكل في شعره الجاحظ وابن المقفع، واتسم نثره بالسجع توفي عام (426هـ).
ج- المعتمد بن عباد:
أشهر ملوك الطوائف، والده المعتضد بالله ولد عام (431هـ) وتولى ملك اشبيلية عام (461هـ) استوزر ابن عماد الشاعر وأكرم الأدباء والعلماء وبلغ مكله إلى مرسية.
استنجد بيوسف بن تاشفين بعد أن هدده ألفونس السادس فدخل ابن عاشفين الأندلس وطرد القشتاليين وضم الأندلس إلى ملكه، وسجن المعتمد في سجن (أغمات) قرب مراكش.
توفي المعتمد في السجن عام (488هـ).
اتخذ الشعر أداة للتعبير عن مشاعره، فوصف الطبيعة والخمر والملاهي، وكتب في الغزل، وأحبّ المعتمد (اعتماد الرميكية) وتزوجها وعاش أيامه الأخيرة شجيناً في أغمات كما عاش أبو فراس سجيناً في (خرشنة).
كانت أشفاره زافرات متقطعة من ذلك قوله:
غريبٌ بأرض المغربين أسير سيبكي عليه منبر وسرير
مضى زمنٌ والملك مستأنس به وأصبح منه اليوم وهو نفوز
د- ابن خفاجة:
ولد ابراهيم في جزيرة (شُقر) البلنسية عام 454هـ.
وعاش في أيام ملوك الطوائف يمكن على اللهو وكتب شعراً ونثراً في المدح والرثاء والشكوى والوصف وأولع بجمال الطبيعة الأندلسية .